«مليحة» السياحية تجمع التاريخ والترفيه

نشر في 05-12-2025
آخر تحديث 04-12-2025 | 17:19
 محمود النشيط

على مساحةٍ تبلغ حوالي 34 كيلومتراً مربعاً، جنوب شرق إمارة الشارقة، يقع متنزه مليحة الوطني، الذي يُعد واحداً من أبرز المتاحف المفتوحة في العالم. وما يميِّز هذا المتنزه، أنه يجمع بين السياحة الثقافية والتراثية مع التاريخ، والترفيه الممتع الذي يجذب إليه عشاق المغامرات والاستكشاف في ذات الوقت، حيث يمكن قضاء وقتٍ ممتع من الصباح حتى منتصف الليل، أو المبيت في الخيام، بعد الاستمتاع بمشاهدة النجوم في مناظر خلَّابة جداً.

مغامرات السفاري المشوِّقة فوق الكثبان الرملية بسيارات الدفع الرباعية، مروراً بصخرة الجمل وصخرة الأحفور، والتزحلق على الرمال يجلب شعوراً من التشويق، مع جولة آركي موغ للتجوُّل والتعرُّف على المحميات الطبيعية والكهوف المحفورة وسط الجبال. كما أن ركوب الخيل والجِمَال يُعطي إحساساً مختلفاً، خصوصاً عند مشاهدة مغامرات السماء، التي تُتيح مشاهدة مناظر خلَّابة من الأعلى عند تطاير الرمال من جولات الدراجات الرباعية، والتنقل وسط الحياة الصحراوية والبرية لمشاهدة الغزلان والثعالب الصحراوية في المحمية.

ومن أجل التعرُّف أكثر على تاريخ منطقة مليحة لا بد من زيارة مركز الآثار المطوَّر بالتقنية الحديثة الإلكترونية المصوَّرة، الذي يُسافر بك عبر الزمن، والتعرُّف على الاكتشافات المتنوعة التي يعود بعضها إلى ملايين السنين، وحضارات كانت قائمة منذ آلاف السنين، وكيف ازدهرت المُجتمعات في هذه المنطقة من الأزمنة الماضية، كشاهدٍ على عجائب العصور القديمة، للتعرُّف عن قُرب على ملامح التقاليد والثقافات القديمة للمنطقة، لتعيش متعة المغامرة والتجارب التي لا تُنسى.  المتنزه المفتوح حديثاً أخذ في التطوُّر السريع من قِبل هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، وأصبح من المواقع السياحية المهمة في دولة الإمارات بشكلٍ عام، والشارقة بشكلٍ خاص، حيث يجمع بين جَمَال الصحراء الساحر، والثراء الجيولوجي، والكنوز الأثرية. كما أنه موقعٌ فريد يُعنى بالسياحة البيئية المستدامة والتوازن مع الطبيعة، وموقع بارز تُقام فيه الأنشطة التعليمية والثقافية، ومن أبرزها مهرجان تنوير الفني، الذي يستقطب السياح من مختلف دول العالم.

المعالم والأنشطة المتنوعة في متنزه مليحة الوطني قلما تجد لها مثيلاً في مكانٍ سياحيٍ واحد يجمع عناصر متنوعة تلبِّي جميع الأذواق، ويعزز من موقع إمارة الشارقة على الخريطة السياحية كعاصمةٍ للثقافة والتراث والطبيعة في المنطقة، بجانب المعالم والفعاليات المتنوعة الأخرى التي تستقطب الزوار من الداخل والخارج سنوياً، مما يعزز الأثر السياحي والاقتصادي للإمارة.

 

back to top