بوتين: سنأخذ دونباس بالدبلوماسية أو بالقوة

الرئيس الروسي يبدأ أول زيارة إلى الهند منذ انطلاق الحرب

نشر في 04-12-2025 | 16:45
آخر تحديث 04-12-2025 | 20:48
مودي مستقبلاً بوتين في المطار لدى وصوله إلى الهند
مودي مستقبلاً بوتين في المطار لدى وصوله إلى الهند
وضع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعض النقاط على الحروف فيما يخص الجهود الأميركية لإنهاء حرب أوكرانيا، وبالنسبة له، فإن روسيا ستأخذ منطقة دونباس الواقعة شرق أوكرانيا بإقليميها دونيتسك ولوهانسك، إن لم يكن بالدبلوماسية فبالقوة العسكرية.    
وبذلك حدد بوتين خطاً أحمر لن تتنازل موسكو عنه أبداً في أي مفاوضات لوقف الحرب. 
وفي تصريحاته لمجلة إنديا توداي، سبقت وصوله الى الهند في أول زيارة منذ غزوه أوكرانيا في فبراير 2022، لم يوضح بوتين موقفه من خيرسون وزابورجيا في الجنوب، وهما إقليمان آخران، الى جانب دونيتسك ولوهانسك، أعلنت بلاده - من جانب واحد - ضمّهما في وقت مبكر من الحرب.  
ونصت الخطة الأصلية لإنهاء الحرب، التي اقترحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الاعتراف بسيطرة روسيا على إقليمَي الدونباس، حيث لا تزال نحو 5 آلاف كيلومتر مربع تحت سيطرة أوكرانيا، مع تجميد خط الجبهة في خيرسون وزابورجيا، الى جانب تقييد عديد جيش أوكرانيا عند 600 ألف عنصر، ومنع كييف من الانضمام الى حلف ناتو أو استضافة قوات أجنبية.    
ولاقت الخطة اعتراضاً واسعاً من أوكرانيا وشركائها الأوروبيين، مما دفع واشنطن الى وضع إطار عمل منقح في اجتماعات جرت مع الوفد الأوكراني المفاوض في جنيف وميامي. ولم تتضح أي خطة تحديداً عرضها الوفد الأميركي الذي ضم المبعوث ستيف ويتكوف وجاريد كوشنير، صهر ترامب، على بوتين يوم الثلاثاء الماضي.   
وأوضح بوتين للمجلة الهندية أن الجانب الأميركي جزأ الخطة المكونة من 27 بنداً إلى 4 حزم، واقترح مناقشتها كلا على حدة، واصفاً لقاءه مع ويتكوف وكوشنير بالـ «مفيد والضروري للغاية»، لكنه كان أيضاً «عملاً صعباً» في ظل بعض مقترحاتهما التي لم يقبلها.
وأشار الرئيس الروسي إلى أن «التوصل إلى توافق بين الأطراف المتنازعة ليس بالمهمة السهلة»، مؤكداً أن نظيره الأميركي «يسعى بصدق إلى إيجاد حل توافقي للمشكلة الأوكرانية».
وأمس اعتبر «الكرملين» أن النجاحات الميدانية الأخيرة للجيش الروسي عززت موقفه في محادثات إنهاء الحرب، وأكد عدم التوصل إلى أي «حل وسط» بشأن قضية التنازل عن الأراضي التي يعتبرها حاسمة، وأن مشاركة أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي (ناتو) لا تزال مسألة «رئيسية».
وفي واشنطن، أكد ترامب أن بوتين يريد التوصل إلى صفقة وإنهاء الحرب في أوكرانيا، معتبراً أن اجتماعه مع ويتكوف وكوشنير كان «جيداً جداً»، لكنه حذّر من أن مصير المفاوضات غير واضح.
وأفادت وكالة أسوشيتد برس بأن ويتكوف وكوشنير التقيا، اليوم، كبير مفاوضي أوكرانيا، رستم عمروف، في ميامي لإجراء مزيد من مباحثات السلام.
وعشية الاجتماع، قال الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي: «نتوقع خلال الأيام المقبلة صدور مستجدات بشأن الاجتماعات والاتصالات والمباحثات، سواء حضورياً أو عبر الهاتف، جميع الشركاء على تواصل منتظم، وكل شيء يسير الآن بفعالية كبيرة ومستمرة».
من ناحيته، قال وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها، اليوم، في كلمة أمام منظمة الأمن والتعاون في أوروبا إن أوكرانيا تريد «سلاماً حقيقياً وليس استرضاء» روسيا.
وأضاف سيبيها: «ما زلنا نتذكر أسماء أولئك الذين خانوا الأجيال القادمة في ميونيخ. يجب ألا يتكرر ذلك مرة أخرى». 
وكان الوزير الأوكراني إلى اتفاقية عام 1938 التي وافقت بموجبها بريطانيا وفرنسا وإيطاليا على أن يضم أدولف هتلر إقليماً فيما كان يُعرف آنذاك بتشيكوسلوفاكيا على امل تجنب الحرب.
الى ذلك، بدأ بوتين اليوم زيارة «نادرة» للهند، التي تواجه ضغوطا أميركية متزايدة لوقف شراء النفط الروسي، تستمر يومين، سعياً لتعزيز العلاقات الدفاعية والتجارية، والتقى رئيس الوزراء ناريندرا مودي في عشاء خاص، تليه قمة واجتماع عمل اليوم.
back to top