في المرمى: تعادل بطعم الدرس

نشر في 04-12-2025
آخر تحديث 03-12-2025 | 19:20
 عبدالكريم الشمالي

خرج منتخبنا الوطني بتعادل ثمين أمام شقيقه المنتخب المصري في مستهل مشواره ببطولة كأس العرب، وهي نتيجة إيجابية بالنظر إلى مستوى المنافس وقوة المجموعة، لكنها أيضاً تحمل في طياتها الكثير من الملاحظات الفنية التي لا يجب القفز فوقها أو تبريرها بالعاطفة أو بفرحة النقطة الواحدة.

المنتخب قدم شوطاً أول باهتاً ارتبك فيه الأداء، وظهر خلاله التخبط في التشكيلة والطريقة التي خاض بها المدرب البرتغالي سوزا اللقاء، واضطر على أثرها إلى إجراء تعديلات في الشوط الثاني صححت شيئاً من المسار. لكن الغريب أن التعديلات جاءت بعد أن غيّر المدرب 5 أسماء من التشكيلة التي بدأت المباراة السابقة أمام موريتانيا، والتي فاز فيها المنتخب بأداء وانسجام لافت.

القاعدة تقول: «لا تغيّر فريقاً فائزاً»، لكن سوزا ضرب بهذه القاعدة عرض الحائط، مبرراً ذلك برغبته في منح الجميع الفرصة، وهي مبررات قد تُقبل في منتخبات تمتلك دكة زاخرة ومنافسات طويلة الأمد، لكن مع منتخب مثل الكويت، وفي بطولة قصيرة ومجموعة صعبة، فالتثبيت والاستقرار هما ركيزتا النجاح. 

المدرب الذكي هو من يقنع لاعبيه بدورهم حتى وهم على الدكة، ويثبت التشكيلة الأساسية دون أن يقع في فخ إرضاء الجميع. ما يصلح في منتخبات أخرى لا يعني بالضرورة أنه مناسب لمنتخبنا. الكفاءة لا تعني تطبيق قوالب جاهزة بل تتجلى في القدرة على قراءة الواقع وتوظيفه بما يتماشى مع الإمكانات.

ولا يمكن إعفاء اللاعبين من المسؤولية، فبعض الفرص التي أُهدرت – وعلى رأسها فرصة محمد دحام المواجه للمرمى – أو ضربة الجزاء المحتسبة بسبب تهور الحارس سعود الحوشان كانتا كفيلتين بتحقيق فوز ثمين يضع المنتخب في صدارة المجموعة، فمثل هذه الفرص أو الأخطاء لا يقبل أن تتكرر كثيراً في البطولات المجمعة، ويجب على اللاعبين التعامل معها بتركيز عالٍ واستغلالها بالشكل الأمثل. الاستفادة من الأخطاء الفردية، وتحديداً في اللمسة الأخيرة أو في اتخاذ القرار داخل منطقة الجزاء، مسألة في غاية الأهمية إذا ما أراد الأزرق أن يتقدم في مشواره بالبطولة ويعيد شيئاً من بريقه المفقود.

بنلتي 

التعادل نتيجة مقبولة، لكن إن استمر «التجريب» في كل مباراة، فقد نعود مبكراً... لا خيل عندنا نهديها ولا مال، فليتنا لا نُبدّد القليل الباقي بالتجريب.

back to top