ترامب عرض على مادورو الاستقالة والمغادرة إلى روسيا
كاراكاس: الترهيب الأميركي هدفه الحقيقي احتياطياتنا النفطية
في خضم تصعيده العسكري وحشد القوات بمنطقة الكاريبي، اعترف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنه أجرى مكالمة هاتفية نادرة مع الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، لكنه لم يذكر تفاصيلها والتي، تضمنت بحسب عضو مجلس الشيوخ الجمهوري ماركواين مولين وصحيفة ميامي هيرالد، عرضاً بالاستقالة والرحيل بأمان إلى روسيا.
وفي تعليقه على تقرير صحيفة نيويورك تايمز بأن اتصاله بمادورو جرى الأسبوع الماضي في إطار بحث إمكانية عقد صفقة، قال ترامب للصحافيين على متن طائرته «إير فورس وان» أثناء عودته لواشنطن، «الجواب هو نعم». لكنه امتنع عن توضيح محتواها قائلاً: «لا أريد التعليق على ذلك».
وقال مسؤولون أميركيون إن المحادثة تعثرت، وفي غضون ساعات، صعّد ترامب الموقف بشكل كبير، وأعلن إغلاق المجال الجوي فوق فنزويلا ومحيطها بالكامل.
ووفق صحيفة ميامي هيرالد، فإن ترامب وجّه، خلال المكالمة، إنذاراً نهائياً إلى مادورو لمغادرة فنزويلا «فوراً»، موضحة أنه عرض عليه إجلاءه وزوجته سيليا فلوريس وابنهما، شريطة أن يوافق على الاستقالة فوراً.
وأفادت الصحيفة بأن تعثّر المكالمة يعود لعدة أسباب، بينها «رفض مادورو الاستقالة فوراً وطلبه عفواً عالمياً عن أي جرائم ارتكبها هو ومجموعته، والاحتفاظ بالسيطرة على الجيش في مقابل سماحه بإجراء انتخابات حرة، وهو ما رفضه ترامب أيضاً».
وقال السيناتور عن ولاية أوكلاهوما ماركواين مولين، لشبكة سي إن إن، الأحد، «منحنا مادورو فرصة للمغادرة، وقلنا له إنه يستطيع المغادرة إلى روسيا أو إلى بلد آخر»، مضيفاً: «لقد قال الشعب الفنزويلي هو أيضاً إنه يريد زعيماً جديداً واستعادة الدولة».
وقبله، تحدث أيضاً عضو مجلس الشيوخ الجمهوري ليندسي غراهام علانية عن إمكانية تغيير النظام في فنزويلا، واصفاً مادورو بأنه «زعيم غير شرعي».
وفي حين رفض ترامب التطرق إلى مضمون تحذيره لشركات الطيران من اعتبار المجال الجوي الفنزويلي ومحيطه «مغلقاً بالكامل» وما إذا كان يعني قرب تنفيذ عمليات ضد فنزويلا، اشتكى مادورو في رسالة الى منظمة الطيران المدني الدولية (إيكاو) وتحالف أوبك+، الذي تقوده السعودية وروسيا من عملية «الترهيب» يمارسها ترامب، واعتبر أن الهدف الحقيقي هو السيطرة على احتياطيات فنزويلا النفطية.
وحذر مادورو في الرسالة من «سعي ترامب إلى استخدام القوة القاتلة ضد فنزويلا وشعبها ومؤسساتها»، معتبراً أن «هذه النية لا تنتهك فقط القواعد التي تنظم التعايش السلمي بين الدول، بل تهدد أيضاً بشكل خطير استقرار الإنتاج النفطي والسوق العالمية».
ويقول مراقبون إن ترامب قد يسعى الى صفقة مع موسكو يقايض فيها نظام مادورو بمنح الروس الشروط التي يريدونها لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
في السياق، خصص ترامب وقتاً للدفاع عن وزير دفاعه بيت هيغسيث، الذي يواجه انتقادات حادة بعد تقرير لصحيفة واشنطن بوست أفاد بأنه أصدر أمراً ب «قتل الجميع» على متن قارب يشتبه في استخدامه لتهريب المخدرات.
وبحسب التقرير، الذي استند إلى مصدرين مطلعين على العملية، فإن القادة العسكريين وبعد تنفيذ الضربة الأولى لاحظوا وجود شخصين يتمسكان بحطام القارب، فأمروا بشن ضربة ثانية تنفيذاً لتوجيهات هيغسيث.
وقال ترامب: «هيغسيث أكد أنه لم يصدر مثل هذا الأمر، وأنا أصدقه».
وقد وصف هيغسيث التقرير بأنه «أخبار زائفة»، وهو تعبير دأبت الإدارة الأميركية على استخدامه للرد على التقارير السلبية. لكن الوزير سيضطر هذه المرة للمثول أمام لجنة في مجلس الشيوخ لشرح ما جرى، بعدما وصف نواب ديموقراطيون العملية بأنها «جريمة حرب».