طهران: لا تحذيرات سعودية - تركية من هجوم إسرائيلي جديد

• براك نبّه بغداد من انخراط الفصائل بأي مواجهة في إيران أو لبنان

نشر في 02-12-2025
آخر تحديث 01-12-2025 | 20:17
مؤيد لحزب الله يرفع علم الحزب وصورة أمينه العام السابق حسن نصرالله والبابا ليو الرابع عشر خلال استقبال بابا الفاتيكان في بيروت أمس الأول (د ب أ)
مؤيد لحزب الله يرفع علم الحزب وصورة أمينه العام السابق حسن نصرالله والبابا ليو الرابع عشر خلال استقبال بابا الفاتيكان في بيروت أمس الأول (د ب أ)

نفت إيران أمس تلقي أي تحذير أمني حول هجوم اسرائيلي جديد، خلال زيارة متزامنة لوكيل وزارة الخارجية السعودية للشؤون السياسية سعود الساطي، ووزير الخارجية التركي هاكان فيدان. 

وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي بطهران، أن بلاده لم تتلق تحذيراً من تركيا أو السعودية، مشدداً على أن إيران مستعدة لمواجهة أي طارئ، وأن اسرائيل هي من تسبب الأزمات في المنطقة.

وكان مصدر في وزارة الخارجية الإيرانية أكد لـ «الجريدة»، أن الزائرين السعودي والتركي حذرا المسؤولين الإيرانيين من هجوم إسرائيلي جديد على طهران، في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني من خلال استئناف المفاوضات الأميركية - الإيرانية.

ووفق المصدر، تطرقت مباحثات الساطي مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى نتائج زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى واشنطن ولقائه الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وقال إن عراقجي أكد للدبلوماسي السعودي أن تصريحات المرشد الأعلى علي خامنئي الأخيرة، التي قال فيها إن إدارة ترامب «لا تستحق أن تسعى إيران للتواصل معها أو التعاون معها»، لا تعني إقفال الباب أمام الدبلوماسية بل هي رد على تمسك واشنطن بشروطها لاستئناف المفاوضات التي تعتبرها طهران «غير منطقية»، والتي تنص خصوصاً على ضرورة تعليق طهران برنامج تخصيب اليورانيوم، وتقييد برنامج إنتاج الصواريخ والمسيّرات، ووقف دعم الجماعات المسلحة في المنطقة. وكانت «الجريدة» كشف قبل أيام عن زيارة مرتقبة لمسؤول سعودي إلى طهران.

وحسب المصدر، تطرقت مباحثات عراقجي والساطي إلى ملفات سورية وغزة ولبنان، موضحاً أن الجانب السعودي طلب من إيران عدم المساهمة في اي اضطرابات أمنية في سورية، ومحاولة إنهاء الخلافات مع حكومة الرئيس احمد الشرع، كما طلب تعاون إيران للعمل من أجل تجنيب لبنان حرباً جديدة.

وكانت إيران زادت إشاراتها التصعيدية بعد اغتيال إسرائيل قائد أركان حزب الله هيثم الطبطبائي وهو يتحدر من إيران. وكان محسن رضائي عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام، دعا الحزب لإعادة النظر في «الصبر الاستراتيجي»، في وقت رفض علي أكبر ولايتي، مستشار خامنئي الدعوات لنزع سلاح الحزب، واعتبر أن وجود الحزب «أكثر ضرورة من الخبز والماء» للبنان، متجاهلاً الضغوط الأميركية والإسرائيلية على بيروت.

وفي السياق نفسه، قال السفير الإيراني في لبنان مجبتى أماني، أمس، إن تصريح الأمين العام للحزب نعيم قاسم حول الرد على اغتيال الطبطبائي يظهر أن الحزب بصدد تغيير رؤيته الاستراتيجية، في تصريح اعتبره مراقبون لبنانيون أمر عمليات للحزب.

وكانت «الجريدة» انفردت الأسبوع الماضي بالكشف عن رسالة من المرجع الشيعي الأعلى في العراق السيد علي السيستاني لطهران تدعو إلى ضرورة تجنيب شيعة لبنان حرباً جديدة.

في المقابل، أفاد المصدر بأن فيدان ناقش مع عراقجي معلومات استخباراتية تركية حول تحركات إسرائيلية تحضيراً لهجوم جديد ضد إيران.

وحسب المصدر، عرض فيدان وساطة تركية في موضوع المفاوضات النووية، لاسيما في ظل التناغم بين ترامب والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، كما جرى بحث الأوضاع في سورية، وإمكانية إذابة الجليد بين طهران والسلطات السورية الجديدة، خصوصاً في ظل التنديد الإيراني المتكرر بالاعتداءات الاسرائيلية على دمشق، وتشديد طهران على وحدة الأراضي السورية وسلامتها.

وأفاد المصدر بأن الجانبين الإيراني والتركي بحثا الأوضاع في العراق، في ضوء التصعيد الذي تشهده مناطق شمال العراق بعد إطلاق صواريخ على حقل خورمور الغازي في السليمانية في إقليم كردستان العراق، وهي الحادثة التي أُلقي اللوم فيها على فصائل عراقية محسوبة على طهران، والتقارير عن قصف إيراني على مواقع حدودية على الحدود العراقية.

وكانت شبكات إعلامية مقربة من الحرس الثوري نشرت، أمس الأول، صوراً ومقاطع مصورة لقصف مواقع قالت إنها تعود لحزب بيجاك الكردي الإيراني داخل الأراضي العراقية، غير أن قيادة الأركان الإيرانية نفت أي استهداف إيراني للعراق.

جاءت الزيارة السعودية التركية الى طهران بالتزامن مع زيارة للمبعوث الأميركي توم براك الى بغداد حيث التقى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني. وحسب المصادر، حذر براك بغداد من انخراط الفصائل العراقية في أي مواجهة اقليمية مقبلة، سواء كانت ضربة إسرائيلية على إيران أو على حزب الله في لبنان.  

في غضون ذلك، قال المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني، العميد علي محمد نائيني، أمس، إن «قواتنا المسلحة في أعلى مستويات الجاهزية التكتيكية والتسليحية والإبداعية وسنرد على أي شر جديد بحزم أكبر».

back to top