المأساة «طويلة»!

نشر في 01-12-2025
آخر تحديث 30-11-2025 | 19:24
النازحين في السودان
النازحين في السودان

في موازاة استقبال بلدة "طويلة" في شمال دارفور خلال الأشهر الماضية مئات الآلاف من الفارين من القتال في مدينة الفاشر في واحدة من أسرع موجات النزوح نمواً بالسودان هذا العام، ترسم المساعدات الكويتية أفقاً يفتح باب الأمل لتفادي انهيار الوضع الإنساني.

وتقدر فرق تتبع النزوح أن بلدة طويلة التي تبعد نحو 60 كيلومتراً غربي الفاشر استقبلت منذ أبريل 2025 ما يقارب 379 ألف نازح جديد ليرتفع العدد الإجمالي للنازحين فيها إلى نحو 700 ألف شخص عقب سيطرة قوات الدعم السريع على الفاشر في أواخر أكتوبر.

وقال عاملون إنسانيون إن وتيرة الوصول اتخذت منحى غير مسبوق، مما جعل "طويلة" واحدة من أكثر بؤر النزوح ازدحاماً في السودان خلال 2025 في وقت تستمر آلاف الأسر في الوصول أسبوعياً وسط نقص حاد في المياه والغذاء والخدمات الصحية.

وفي ظل الانهيار الواسع في الخدمات الصحية في "طويلة"، كثف صندوق إعانة المرضى الكويتي نشاطه الميداني في البلدة، في تحرك قال الصندوق إنه يهدف إلى سد جزء من الفجوة الصحية الطارئة.

وقال المدير التنفيذي للصندوق د. عبدالمجيد فضل الله، في تصريح لوكالة كونا، إن الفرق الطبية نفذت خلال الفترة الماضية سلسلة تدخلات عاجلة شملت تشغيل عيادات ميدانية لتقديم الرعاية الأولية والفحوصات وتوفير الدعم النفسي والتثقيف الصحي للنازحين إلى جانب الكشف المبكر عن الأمراض المزمنة وتوزيع الأغذية العلاجية والوقائية.

وأضاف أن الفرق تعمل أيضاً على حماية النساء والفتيات من مخاطر العنف القائم على النوع الاجتماعي وإحالة الحالات الحرجة إلى مستشفى طويلة.

وواصل المكتب الإقليمي للصندوق عمله في شمال دارفور منذ اندلاع الحرب قبل أن ينقل عملياته إلى "طويلة" عقب سقوط الفاشر حيث أنشأ نقطة طبية ميدانية تقدم خدمات للصحة العامة والتغذية وعلاج الأمراض الوبائية.

وباتت البلدة مأوى لما يقارب 700 ألف نازح يقيم 21 بالمئة منهم في المخيمات بينما استقر 74 بالمئة في مستوطنات عشوائية ومناطق مفتوحة.

وأكد ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في السودان شيلدون بيت عقب زيارة ميدانية أن "الوضع يزداد سوءاً يوماً بعد يوم"، لافتاً إلى مشاهد أطفال وأمهات يصلون في حالة إنهاك وجوع وصدمة نفسية.

back to top