الذكرى ال 50 لتأسيس جمهورية لاوس الديموقراطية الشعبية
في الثاني من ديسمبر، يحتفل شعب وحكومة لاوس بالذكرى الخمسين لتأسيس جمهورية لاوس الديموقراطية الشعبية. يبقى يوم 2 ديسمبر 1975 محطة تاريخية ومصدر فخر لشعب لاوس، فهو اليوم الذي نالت فيه البلاد استقلالها الكامل وسيادتها ووحدة أراضيها بعد عقود طويلة من النضال من أجل تقرير المصير والحرية. وتحت قيادة حزب الشعب الثوري اللاوسي، تمكن أبناء لاوس من مختلف القوميات من امتلاك زمام وطنهم، وفتحوا صفحة جديدة من البناء والسلام والوحدة والازدهار. شهدت السنوات الخمسون الماضية، بفضل القيادة الثابتة والرؤية الواضحة للحزب، تقدماً ملحوظاً في مختلف المجالات. فقد شهدت البلاد تحولاً عميقاً سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، مع الحفاظ على الاستقرار والوحدة والاستقلال.
تقع لاوس في جنوب شرق آسيا، وتتميز بغاباتها وجبالها الممتدة على مساحة إجمالية تبلغ 236.800 كيلومتر مربع، ويبلغ عدد سكانها نحو 7.5 ملايين نسمة، وينتمون إلى 49 قومية تضم أكثر من 160 مجموعة عرقية، وتجاور لاوس خمسة بلدان هي: الصين، فيتنام، تايلند، كمبوديا، ميانمار. وبناءً عليه، تعتمد لاوس سياسة تحويل نفسها إلى «دولة مرتبطة إقليمياً» لتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وقد اكتمل بناء خط السكك الحديدية السريع، الذي بدأ بالفعل في خدمة النقل، وسيُربط خلال السنوات القليلة المقبلة بكل من تايلند وفيتنام، مما سيحوّل لاوس إلى مركز لوجستي مهم في المنطقة، كما تعتمد لاوس بشكل كبير على الزراعة، وتتميز بتربة خصبة لزراعة المحاصيل، خصوصاً الأرز والحنطة وغيرها، إضافة إلى تربية الماشية، ما يجعلها فرصة استثمارية واعدة لدولة الكويت ودول أخرى.
كانت العقود الخمسة الماضية رحلة صمود وقوة جماعية، فقد التزمت لاوس بسياسة التحوّل الشامل، مع التركيز على تحديث الاقتصاد، وتحقيق العدالة الاجتماعية، والتنمية المستدامة، وتم الحفاظ على الاستقرار السياسي والأمن الوطني، مما ضمن الأمان الاجتماعي وتعزيز الوحدة الداخلية، ونجحت لاوس في تطوير وتحديث العديد من البنى التحتية الحيوية، بما في ذلك الطرق السريعة، والسكك الحديدية، والموانئ الجافة، ومنشآت أخرى، ما عزز ربط البلاد بالأسواق الإقليمية والعالمية وساهم في نمو الاقتصاد.
وتحتل التنمية الريفية ومكافحة الفقر مكانة محورية في الأجندة الوطنية. وتزخر لاوس بعدد كبير من المواقع السياحية المميزة من الشمال إلى الجنوب، وتضم ثلاثة مواقع مدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو: العاصمة الملكية القديمة لوانغ برابانغ، ومعلم وات فو في شامباساك، وسهول الجرار الغامضة في إقليم شيانغخوانغ، وكلها ذات قيم أثرية وتاريخية وطبيعية مهمة.
وفي مجال العلاقات الخارجية، تربط جمهورية لاوس علاقات دبلوماسية مع 151 دولة حول العالم، ولديها علاقات مع 146 حزباً سياسياً في 82 دولة، وتتعاون مع 3 منظمات دولية وإقليمية للأحزاب السياسية، كما لديها 20 جمعية صداقة مع دول أجنبية، ولجنة واحدة للسلام والتضامن مع الدول الصديقة.
وفي هذا السياق، تولي لاوس أهمية كبيرة لعلاقاتها الودية مع دولة الكويت، فمنذ إقامة العلاقات الدبلوماسية عام 2008، حافظ البلدان على شراكة وثيقة قائمة على الثقة المتبادلة والتطلعات المشتركة، وتعرب حكومة وشعب لاوس عن امتنانهم للمساعدات الإنسانية والتنموية التي تقدمها دولة الكويت، خصوصاً من خلال الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، ونحن على ثقة بأن السنوات المقبلة ستشهد مزيداً من التعاون بين البلدين في مجالات التجارة والاستثمار والسياحة والتعليم وتنمية الموارد البشرية، بما يخدم مصالح الشعبين ويعزز روح الشراكة.
ويمثل عام 2025 محطة بالغة الأهمية بالنسبة للاوس التي تواصل دورها النشط والبنّاء في الشؤون الإقليمية والدولية. وفي هذه المناسبة، أود أن أنقل خالص تقدير حكومة وشعب لاوس لحكومة وشعب دولة الكويت، ولكل أصدقائنا حول العالم، على دعمهم المتواصل وحسن نواياهم وتعاونهم مع لاوس. فصداقتكم تشكل رصيداً ثميناً في مسيرتنا نحو التنمية والاندماج الدولي، وإذ نتطلع إلى المستقبل، نرجو أن تتواصل روابط الصداقة والتعاون بين جمهورية لاوس الديموقراطية الشعبية ودولة الكويت، وأن تجلب المزيد من الازدهار للبلدين.
* بون إنثابانديث سفير لاوس في الكويت