ترامب نصح اليابان بعدم استفزاز الصين بشأن تايوان

تاكايتشي تتجنب التراجع الواضح عن تصريحاتها... وبكين تواصل الضغوط

نشر في 28-11-2025
آخر تحديث 27-11-2025 | 20:01
تاكايتشي وترامب خلال زيارة الأخير إلى طوكيو
تاكايتشي وترامب خلال زيارة الأخير إلى طوكيو

نصح الرئيس الأميركي دونالد ترامب رئيسة الوزراء اليابانية ساناي تاكايتشي بعدم استفزاز الصين بشأن سيادة تايوان، وفق ما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال، أمس، مع تصاعد خلاف دبلوماسي بين طوكيو وبكين حول هذه المسألة الحساسة.

وبدأ الخلاف بين أكبر اقتصادين في آسيا، بعد تصريحات لتاكايتشي بأن أي هجوم صيني على تايوان، التي تعد جزءا من أراضي الصين، وفق مبداً «الصين الواحدة» الذي تعتمده الأمم المتحدة منذ 1971، وتعترف به الأغلبية العظمى من دول العالم، سيشكّل «خطراً وجودياً» على اليابان يستدعي تحريك القوات اليابانية. 

وفي مكالمة هاتفية مع ترامب الاثنين الماضي، أكد الرئيس الصيني شي جينبينغ أن عودة تايوان إلى الصين هي «جزء لا يتجزأ من النظام الدولي بعد الحرب»، وفق وزارة الخارجية الصينية.

ونقلت «وول ستريت جورنال» عن مسؤولين يابانيين ومسؤول أميركي مطّلعين على المكالمة أنه في اليوم نفسه الذي تحدّث ترامب مع شي، الذي كان غاضباً من اليابان، «رتّب ترامب مكالمة مع تاكايتشي، ونصحها بعدم استفزاز بكين بشأن مسألة سيادة الجزيرة». وذكرت الصحيفة أن ترامب رغم ذلك «لم يضغط على تاكايتشي للتراجع عن تعليقاتها»، كما تطالبها الصين، غير أن الرسالة الأميركية أثارت قلق المسؤولين اليابانيين، لاسيما أن ترامب يريد الحفاظ على الهدنة التجارية التي أبرمها مع بكين والتوصل الى اتفاق تجاري شامل.

وعند سؤاله عن المكالمة مع تاكايتشي، علّق البيت الأبيض ببيان باسم ترامب لصحيفة وول ستريت جورنال جاء فيه: «العلاقة بين الولايات المتحدة والصين جيدة جداً، وهذا أمر جيد أيضاً لليابان، حليفتنا العزيزة والمقرّبة. التفاهم مع الصين أمر رائع لكل من الصين والولايات المتحدة. وبرأيي، سيزيد الرئيس شي بشكل كبير من مشتريات فول الصويا، وغيرها من المنتجات الزراعية، وأي أمر جيد لمزارعينا فهو جيّد بالنسبة لي».

وأضاف ترامب: «لقد وقّعنا اتفاقيات تجارية رائعة مع اليابان والصين وكوريا الجنوبية والعديد من الدول الأخرى، والعالم ينعم بالسلام. فلنبقِ الأمور على هذا النحو»!

وأثارت تعليقات تاكايتشي غضب الصين التي استدعت السفير الياباني ونصحت مواطنيها بعدم السفر إلى بلاده، مما وجّه ضربة الى السياحة، خصوصاً أن ربع السياح الذين يقصدون اليابان يأتون من الصين. وأوقفت بكين أنشطة ثقافية يابانية بما في ذلك منح تراخيص للأفلام اليابانية، وبعثت رسالة الى الأمم المتحدة تحذر فيها من «عودة النزعة العسكرية اليابانية»، وتتهم طوكيو بالتدخل في شؤونها الداخلية، وتؤكد انها ستدافع عن نفسها في حال قامت اليابان بأي إجراءات ضدها.

ورفضت تاكايتشي التراجع عن تصريحاتها. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، غوا جياكون، أمس، إن محاولة اليابان التهوين من تصريحات تاكايتشي أو التهرب منها أو التستر عليها من خلال «التوقف عن الإشارة إليها»، هي ب «منزلة خداع للنفس، وهو أمر لم ولن تقبله الصين أبداً».

ووفقاً لتقارير إعلامية، شاركت تاكايتشي، أمس الأول، في نقاشات مع قادة أحزاب المعارضة، وعقب النقاشات، قال رئيس الحزب الدستوري الديموقراطي المعارض الرئيسي، يوشيهيكو نودا، إنه بالنظر إلى توقّف تاكايتشي عن الإشارة إلى «مثال طارئ محدد»، فإنها «تراجعت فعلياً» عن تصريحاتها بشأن تايوان. وعندما سُئل غوا، في مؤتمره الصحافي اليومي، عمّا إذا كان الجانب الصيني يتفق مع هذا الرأي، قال المتحدث إن «التوقف عن الإشارة» يختلف تماماً عن «التراجع».

كما علّق غوا على رفض تاكايتشي، أمس الأول، الاعتراف بالوضع القانوني لتايوان، استناداً لاتفاقية سان فرانسيسكو الموقّعة عام 1951، وقال المتحدث الصيني إن رئيسة الوزراء اليابانية رفضت عمداً الإشارة الى إعلان القاهرة (1943) وإعلان بوتسدام (1945) والبيان المشترك بين الصين واليابان في 1972 التي تعترف فيها اليابان بأن تايوان جزء لا يتجزأ من الصين. وفي اتفاقية سان فرانسيسكو التي هي وثيقة استسلام اليابان أمام الحلفاء تتخلى اليابان عن جميع حقوقها ومطالبها في تايوان. ويستند البعض إلى أن هذه الاتفاقية لا تنص حرفياً على أن الجزيرة يجب أن تعود الى الصين، للقول إن وضع تايوان القانوني غير محدد.

وقالت وزارة الدفاع الصينية، أمس، إن اليابان ستتكبّد «ثمناً باهظاً» إذا تجاوزت الخط الأحمر بشأن تايوان، وذلك رداً على الخطط اليابانية لنشر صواريخ على جزيرة تبعد حوالي 100 كيلومتر من ساحل تايوان.

وكان وزير الدفاع الياباني، شينجيرو كويزومي، قال الأحد الماضي إن الخطط «تمضي قُدما بثبات» لنشر وحدة صواريخ سطح - جو متوسطة المدى في قاعدة عسكرية في يوناغوني، وهي جزيرة تبعد حوالي 110 كيلومترات قبالة الساحل الشرقي لتايوان.

ورداً على سؤال حول هذا النشر، الذي انتقدته وزارة الخارجية الصينية بالفعل، قالت وزارة الدفاع الصينية إن كيفية «حل مسألة تايوان» هي مسألة صينية، ولا علاقة لها باليابان التي سيطرت على تايوان منذ عام 1895 حتى نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945.

وأضاف المتحدث باسم الوزارة، جيانغ بين، في إفادة صحفية دورية «يمتلك جيش التحرير الشعبي قدرات قوية ووسائل موثوقة لهزيمة أي عدو غازٍ. وإذا تجرأ الجانب الياباني على تجاوز النص، ولو بنصف خطوة، وجلب المتاعب لنفسه، فإنه سيدفع حتما ثمناً باهظاً».

back to top