نيقوسيا: المترجمون الأوروبيون يهتمون بالأدب الكويتي

• خلال محاضرة «فن الترجمة في الأدب... جسر بين الثقافات والشعوب»

نشر في 27-11-2025 | 18:05
آخر تحديث 27-11-2025 | 18:06
الجسار ونيقوسيا ونبيل وعبدالرزاق خلال المحاضرة
الجسار ونيقوسيا ونبيل وعبدالرزاق خلال المحاضرة
نظم «المقهى الثقافي»، ضمن فعاليات الدورة الـ48 لمعرض الكويت الدولي للكتاب، محاضرة بعنوان «فن الترجمة في الأدب... جسر بين الثقافات والشعوب»، أدارها الإعلامي عمر عبدالرازق، وشارك فيها كل من المترجم والباحث الإيطالي د. آلدو نيقوسيا، وأستاذ اللغة العربية وآدابها في جامعة الكويت د. طلال الجسار، والمترجم يوسف نبيل، وشهدت الفعالية حضوراً لافتاً من الأدباء والمثقفين والمهتمين بعوالم الترجمة وفنونها.
الأدب الكويتي
واستهل د. نيقوسيا حديثه بالإشارة إلى محدودية الترجمات المباشرة من الإيطالية إلى العربية مقارنة بلغات أخرى، لافتاً إلى أن الكثير من الأعمال الأدبية الإيطالية تصل إلى القارئ العربي عبر وسيط لغوي كالإنكليزية أو الفرنسية، وهو ما يخلق أحياناً فجوات في الدقة والسياق الثقافي.

وتناول التحديات التي تواجه المترجم، ومنها إشكالية تغيير العناوين عند نقل الأعمال الأدبية، مشيراً إلى أن بعض الترجمات العربية تعتمد عناوين لا تعبّر عن المحتوى الأصلي، أو لا تتلاءم مع ذائقة الجمهور المستهدف، وعبر عن استغرابه من اعتماد بعض دور النشر تصاميم الغلاف نفسها للنسخ الأجنبية كما في رواية «ساق البامبو» للروائي سعود السنعوسي، من دون مراعاة اختلاف السوق الثقافي.
وتوقف د. نيقوسيا عند تجربته في ترجمة رواية «عباءة غنيمة» للكاتبة عائشة المحمود إلى الإنجليزية، حيث اضطر إلى تغيير العنوان بسبب عدم ارتباط مفهومي «العباءة» و«غنيمة» بالثقافة الإيطالية، فاختار عنوان «أطياف فيصل»، نسبة إلى بطل الرواية، وهو ما رآه خياراً أكثر قدرة على جذب القارئ مع الحفاظ على روح العمل.
وأكد أن ترجمة الأدب الكويتي إلى اللغات الأوروبية لم تأت من فراغ، بل جاءت نتيجة حضور لافت لأعمال مثل «النجدي» للأديب طالب الرفاعي، التي وصلت إلى القائمة الطويلة لجائزة البوكر، و«ساق البامبو» التي فازت بالجائزة ذاتها، ما جعلها محط اهتمام المترجمين والباحثين.
التراث الإنساني
من جهته، تحدث د. الجسار عن أهمية الترجمة، مستعرضاً نماذج تاريخية تؤكد ما أولاه العرب من عناية فائقة بهذا المجال، وما أسهموا به في صون التراث الإنساني عبر ترجمة معارف الأمم المختلفة، لا سيما اليونانية منها، وخصوصاً المخطوطات الطبية.
وأشار إلى أن الجامعات الفرنسية والألمانية تبدي اهتماماً كبيراً بدراسة ترجمات العرب للطبيب العباسي الشهير حنين بن إسحاق، والتي امتازت - آنذاك - بجودتها وتفوّقها على الترجمات اللاتينية في القرنين الثامن والتاسع عشر، لدقّتها في نقل المفاهيم الطبية وتحقيق الإيضاح الدلالي.
في غضون ذلك، تحدث د. يوسف نبيل عن علاقته العميقة بالأدب الروسي، الذي بدأ شغفه به منذ المرحلة الثانوية، حين قرر دراسة اللغة الروسية خصيصاً ليتمكن من قراءة الأدب الروسي بلغته الأم، واستعرض مسيرته في ترجمة الأعمال الروسية إلى العربية وبالعكس، متوقفاً عند الفروق الجوهرية بين المجتمع الروسي والمجتمعات العربية، وكيف ينعكس ذلك على النصوص الأدبية وأساليب السرد.
أما الإعلامي عبدالرازق فقال إن المحاضرة تضمنت مجموعة من المحاور الرئيسية، من بينها أهمية الترجمة الأدبية في رسم صورة متبادلة بين الشعوب، ومستقبلها في ظل التطور السريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى التحديات التي تواجه سوق الكتاب العربي في الغرب وسبل تعزيز حضوره.
back to top