شيماء رحيم ترسم وجوهاً مألوفة خارج ضجيج الشهرة

المعرض يُعيد تقديم عادل إمام وعبلة كامل وشيرين برؤية تشكيلية جديدة

نشر في 27-11-2025 | 17:58
آخر تحديث 27-11-2025 | 17:59
افتتاح معرض «وجوه مألوفة»
افتتاح معرض «وجوه مألوفة»

تتحرَّك لوحات الفنانة التشكيلية المصرية شيماء رحيم في معرضها الجديد (وجوه مألوفة) داخل منطقة شديدة الالتصاق بالوجدان الجمعي للمصريين والعرب عموماً، وهي منطقة الأسماء التي عبرت حدود الفن، لتُصبح أحد مكوِّنات الذاكرة والهوية. فهنا لا تُقدَّم الشخصيات كنجوم أو مشاهير، بل كعلامات شعورية أثَّرت في أجيالٍ كاملة، وتحوَّلت وجوهها إلى لغة بصرية مشتركة، تعبِّر بها الفنانة عن أسئلة الإنسان ومشاعره المتراكمة خلف حضور الأيقونة.

المعرض الجديد، المُقام حالياً في «غاليري ضي» بضاحية المهندسين، ويستمر حتى 6 ديسمبر المقبل، يشكِّل امتداداً لمشروعٍ فني كرَّسته رحيم خلال السنوات الأخيرة لاستكشاف هوية الوجه البشري بوصفه مرآة للداخل، لكن القفزة في هذا العمل تتمثل في تداخل مستويين: ملامح شخصياتها الخاصة مع ملامح رموز فنية لها حضور عربي واسع وشعبية طاغية. وهذا الدمج لا يهدف إلى استنساخ تقاطيع المشاهير بقدر ما يسعى إلى تفكيكها، وإعادة بنائها، لفتح طبقات أعمق من المعنى حول الصورة، بما يفتح المجال لتساؤلات على شاكلة: كيف تتشكل؟ وكيف تتحَّول إلى رمز؟ وكيف يعيش هذا الرمز بداخلنا؟

وفي هذا السياق تبدو أعمال شيماء رحيم أقرب إلى محاولة إعادة كتابة الوجوه التي رافقت الجمهور لعقود، مثل: الزعيم عادل إمام، ويحيى الفخراني، ويسرا، ونيللي كريم، وأحمد السقا، وعبلة كامل، وليلى علوي، وشيرين عبدالوهاب، وغادة عبدالرازق، تظهر جميعها داخل إطارٍ بصري يمزج بين البوب آرت وروح الزخارف الشرقية، فتخرج الوجوه من صخب الشهرة إلى مساحات أكثر هدوءاً وتأملاً، فهي «بورتريهات» لا تحتفي بالشبه، بل بالرواية، حيث يتحوَّل الوجه من مجرَّد صورة إلى سردٍ يقترح طريقة جديدة لرؤية المألوف.

وإلى جانب هذه المجموعات، تقدِّم الفنانة سلسلة «مذكرات»، التي تبدو كصفحات مرسومة من حياة جيل شاب يبحث عن مكانه في عالم سريع التغيُّر. وجوه تلمع فيها البراءة والقلق وبدايات الحلم، وتلتقي داخل تكوينات متداخلة تحكي عن الصداقة، والرغبة في الفهم، والبحث عن مساحة آمنة يعبِّر فيها الفن عن الروح. وهنا تتخفف الخطوط من صرامتها، ويُصبح اللون أكثر انسياباً، كأن الوجوه تُكتب من الذاكرة لا من الواقع.

وتستند شيماء رحيم في مشروعها الإبداعي إلى خلفية راسخة في البحث والنقد الفني، فهي فنانة بصرية وناقدة، وحاصلة على درجة الدكتوراه من كلية الفنون الجميلة، وشاركت في فعاليات دولية عدة داخل مصر وخارجها. كما نالت جوائز مرموقة، من بينها جائزة الدولة للإبداع الفني بالأكاديمية المصرية بروما، وعدد من جوائز مؤسسة فاروق حسني للفنون، إلى جانب جائزة الرسم في مسابقة «إبداعتهن» بالمجلس الأعلى للثقافة. ولها أعمال مقتناة في مصر وعدة دول، وتُنشر مقالاتها النقدية في مجلات متخصصة.

back to top