أشكناني: الطلاسم في أعمالي حصيلة إرث ثقافي ومعرفي وتجارب شخصية
• في كلمة بمناسبة إطلاق كتابه الجديد الصادر عن «الوطني للثقافة»
أطلق المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، بإشراف إدارة البحوث والدراسات والتخطيط، كتاباً للفنان محمود أشكناني بعنوان: «طلاسم لونية». وجاء الكتاب في 375 صفحة، متضمناً سيرة ذاتية ومقالات نقدية، وصوراً فوتوغرافية، ولوحات تشكيلية.
استُهل الكتاب بكلمة الأمين العام المساعد لقطاع الفنون مساعد الزامل، قائلاً: «عُمْر الأوطان لا يُحتسب بعدد السنين والأزمان، بل هو إرث الحضارات، وتناقل البشر للثقافات، محطاتها تواريخ وأحداث، وصور وملاحم وشخصيات، فكيف يكون كل ذلك من دون أصل وجود إبداع الفنان، حياته مسرح، وخياله سيمفونية، فنحت الصخر، ونقش المخطوطات، ورسم الطبيعة، بألوان الغابات والبحر والسماء، وها نحن في الكويت اليوم نخط هذا الكتاب عن أصل، حكاية فنان كويتي، صنع لوطنه عُمْر سنوات إبداعه، فأصبح اسماً لامعاً في سماء الكويت. إنه محمود أشكناني، نسعد ونفتخر بأن يقدِّم (الوطني للثقافة) هذه الصفحات لكتابه الجديد، لإحدى محطاته المستحقة، التي يُثري فيها أجيالاً للحركة التشكيلية، يُبحر بنا في جمال منظور الكلمة والصورة. مُبدع يملك في قلبه عُمق الإنسان والفنان، فلك منِّي صادق الأُمنيات بالتألق الدائم والنجاح المُبهر، فالكويت بأمثالك تفتخر».
عوالم مختزلة
من جانبه، كتب أشكناني كلمة، من أجوائها: «امتد تاريخي الفني كأي فنانٍ مبتدئ تأثر بالبيئة التي يعيش فيها. زاولت التجارب العديدة والتقنيات المختلفة خلال مشواري الفني في المشاركات المحلية والعالمية، حتى توصلت بإقناع إلى التجريدية المُطلقة».
وأضاف: «هذه الطلاسم اللونية، إن صح التعبير، في أعمالي بنظر البعض تبدو مبهمة، وغير واضحة المعالم، لكن في الواقع هي ليست كذلك. أنا أُشبه ذلك بالطائر الذي يغرِّد على غصن شجرة، ونستمتع بتغريده العذب، فتُطرب له الآذان، لكن لا نستطيع فهم هذه الألحان ومكنونها، فهي مستحيلة الفهم وصعبة بالنسبة للبشر. أما طلاسمي التي تتواجد في أعمالي، فهي لم تأتِ من فراغ، بل هي حصيلة إرثٍ ثقافي ومعرفي، وهي نتيجة تجارب شخصية زاولتها فترة مسيرتي الفنية. أما قراءة لوحاتي، فهي ليست بالعسيرة والغامضة، كما تبدو الوهلة الأولى، إذ بإمكان المتلقي الجاد التمعُّن بها، والدخول في أعماقها، طالما هناك رغبة أكيدة لفهمها، وباستخدام الحس الفني».
وأوضح أشكناني: «اللوحة التشكيلية في أعمالي تقرأ ككل، فهي مجموعة من العوالم المختزلة، وإن كان من خلالها نجد الإيحاءات اللونية، وإعادة تكوينها، حتى يسهل الخوض في عُمق اللوحة، وبالتالي تتوحد صيغة جمالية. تتفاعل الصراعات في هذه التناقضات، فتبدو لنا اللوحة واضحة جليلة».
رؤية تشكيلية
اشتمل الكتاب على مجموعة لوحات فنية تجمع بين التجريد التعبيري واللمسات الواقعية المستلهمة من البيئة الكويتية. وتميَّزت أعمال أشكناني بانفجارات لونية جريئة، وحركة ديناميكية في التكوين، تقابلها فضاءات هادئة تعتمد على الأفق والضوء. كما تعكس بعض أعماله حضور الإنسان والتراث البحري الكويتي بعُمقٍ إنساني واضح. وتؤكد مُجمل أعماله قُدرة الفنان على المزج بين الذاكرة والتجريب، وصياغة خطابٍ بصري يحمل بصمته الخاصة.
مقالات نقدية وصور فوتوغرافية
تضمَّن الكتاب مقالات للناقد والفنان حميد خزعل، رحمه الله، عن كتاب «أوراق تشكيلية كويتية»، الصادر عن «الوطني للثقافة» بعنوان «مدن وناس». وقدَّم الناقد الفني د. محمد آل جعفر مقالتين نقديتين، هما: «أنامل ماسية جسَّدت أفكاراً تتجاوز الواقع بمكنونات فكرية تخطَّت المحلية نحو العالمية»، و«شهادتي بحق مبدع»، ومقالة للفنان والناقد الليبي عدنان معيتيق بعنوان: «ذاكرة اللون عند الفنان محمود أشكناني».
واشتمل الكتاب على لوحة بورتريه شخصية للفنان أشكناني بريشة الفنان العراقي شاهين الظاهر. وأيضاً تضمَّن مجموعة من الصور الفوتوغرافية لمعارض وورش شارك فيها أشكناني.