حسين يفكر: يوسف جاسم رمضان

نشر في 28-11-2025
آخر تحديث 27-11-2025 | 17:24
 حسين محمد أكتب لك وأنا مازلت غير قادر على استيعاب فكرة رحيلك، عدت إليّ بعد سنوات من الخلاف والصمت، وعدنا نتحدث كأن شيئاً لم يكن، ثم رحلت فجأة وكأن القدر لم يمنحنا سوى لحظة قصيرة لنفهم بعضنا ونغفر لبعضنا، التقيت بك سنة 2013 واختلفت معك سنة 2014، وكل شخص ظن أن المسافة أصبحت أمراً واقعاً لكنك عدت في بداية 2025، لا تحمل سوى قلب صافٍ، ورغبة صادقة في إنهاء كل ما مضى، تصالحنا بهدوء، وتقاربنا بسرعة، وشعرت أنني أستعيد صديقاً لم يكن يجب أن أخسره من الأساس. كنت إنساناً يغيّر من حوله دون أن يشعرهم بذلك. تصحح لي أخطائي بطريقة تحترم مشاعري، وتربكني بلطف حين أندفع، وكنت تردد عليّ كثيراً: “كن رحيماً على قلبك دائماً”. واليوم أجد هذه الجملة تعود إليّ كأنها وصيتك الأخيرة لي. رحلت بعد حادث وأنت تمشي على قدميك في منطقة صباح السالم، ونقلت فوراً للعناية المركزة، ثم غبت عنّا إلى الأبد... لم يكن الخبر سهلاً، ولا الفكرة محتملة، خاصة بعد أن عادت الروح بيننا من جديد. حزنت عليك كأنني فقدت شيئاً من نفسي.. أكتب لك الآن لا لأرثيك، بل لأقول لك شكراً. شكراً لأنك عدت، لأنك سامحت، لأنك قربتني من نفسي قبل أن ترحل! والآن تركت فيّ أثراً لن يزول، وذكرى هادئة سترافقني كل يوم... يوسف، سأبقى أردد كلمتك كلما شعرت بالتعب: سأكون رحيماً على قلبي... كما أردت لي دائماً. رحمك الله، وغفر لك، وجعل مقامك مطمئناً كما كان قلبك صافياً. وداعاً يوسف...
back to top