أول معرض كتاب في الكويت
أول معرض كتاب في الكويت كان في 22 فبراير عام 1975 م. وذلك كان تاريخ الموافقة على انتداب الأديب الراحل يحيى الربيعان - رحمه الله - للعمل في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وعندما تسلّم مهام وظيفته الجديدة كلّفه الأديب الراحل أحمد مشاري العدواني، بحضور مهمة رسمية بالسفر إلى فرانكفورت لحضور معرض الكتاب هناك، وتسجيل تقرير مفصل عن خبرات الجمهورية الألمانية وتجاربها في إدارة معارض الكتاب باعتبارها من أنجح التجارب الأوروبية في ذلك الوقت.
ولم يكن معرض الكتاب في فرانكفورت حينئذ مقتصراً في اختصاصه على الكتاب، بل كان معرضاً للكتاب وللعب الأطفال في آن واحد، وبعد قضاء الربيعان نحو أسبوع كامل عاد بعدها إلى البلاد، حيث تم إعداد معرض الكويت للكتاب على غرار التجربة الألمانية، فكان أول معرض عُقد خلال الفترة من 1 إلى 10 نوفمبر سنة 1975م، وأقيم تحديداً في جامعة الكويت (منطقة الخالدية) في صالة كلية العلوم، وكان برعاية وحضور الشيخ عبدالله الجابر الصباح - رحمه الله - وحضور عبدالعزيز حسين وأحمد مشاري العدواني، وغيرهما من المثقفين الرواد أمثال د. خليفة الوقيان، حفظه الله، كما كان وجود الربيعان في مقدمة الحضور، حيث تم تعيينه مديراً لمعرض الكتاب فظل في هذا المنصب نحو عشر سنوات، نظراً لمعرفته وخبراته حول هذا الشأن.
وبعد مرور 10 أيام من انتهاء المعرض، قدم الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب آنذاك، أحمد مشاري العدواني - رحمه الله - كتاب شكر، وصرف مكافأة لمدير معرض الكتاب يحيى الربيعان.
وجاء في نص مراسلة المرحوم العدواني: «ولا يفوتنا في هذه المناسبة أن نشيد بجهودكم الكبيرة والصادقة التي ساهمت إلى حد كبير في أعمال الفهرسة والتنظيم، مما كان له أكبر الأثر في إنجاح المعرض».
رحم الله رواد الثقافة من أهل الكويت، وحفظ الله وأطال في عمر مَن تبقى منهم، لقد أثمرت جهود وخبرات المرحوم يحيى الربيعان وعلاقته التاريخية بالكتاب أن خرج بهذه الحكمة الشهيرة التي دائماً ما كان يرددها في مقابلاته وملتقياته، وقد أسمعني إياها أنا شخصياً أثناء زياراتي واحتكاكي به، وهي: «المعارف متنوعة والكتاب سيد وسائل المعرفة». وأتمنى أن يتم اختياره في معرض الكتاب القادم شخصية المعرض، وذلك لما قدّم من جهود لا تُنسى رحمه الله.