شوشرة: عطل فني
التوقف الذي يتعرّض له «تويتر» بسبب عطل فني ما بين فينة وأخرى، حتى إن كان لوقت بسيط، أصبح يجعل البعض كأنه في عزلة عن العالم، الأمر يؤكد أهمية التواصل الاجتماعي عبر استمرارية المتابعة أولا فأولا لما يشهده العالم من متغيرات متسارعة عبر أحداثه المستجدة دائما، سواء فيما يتعلق بالأحداث الدولية وغيرها من القضايا ذات الأولوية، فيما يعتبره آخرون - خصوصا المهتمين - بأنها فرصة لأخذ إجازة قصيرة حتى لو كانت ساعة بعيدا عن هذه الأمور لراحة البال عن رصد الأحداث المستمر، والتي قد يحوّل بعضها مزاجهم إلى ما لا يحسدون عليه من تشنّج وتعمّق وتحليل واستنتاجات، وغيرها من الأمور التي تجعلهم في دوامة الوصول الى المعلومة وحقيقتها، فيما يرى آخرون أنهم أصبحوا في منأى آخر للوصول الى المعلومة، خاصة فيما يتعلق باهتماماتهم بمتابعة القضايا التي تعنيهم أو المواضيع التي تلامسهم أو التعرف على آخر التطورات.
وهذا الأمر يطرح سؤالا أمام المختصين: لماذا لا تكون هناك بدائل أخرى كمصادر لمتابعة القضايا هنا وهناك عبر وسائل التواصل الاجتماعي باستحداث مواقع أخرى لديها نفس المواضيع والقضايا، وهي بمنزلة بديل في حال تعطّل أي برنامج، لأنّ الغالبية أصبح الهاتف جزءاً من حياتهم اليومية، فلا يفارقونه ولا يستطيعون التخلي عنه لوقت حتى لو كان مستقطعا.
إن التطورات المتسارعة في عالم التكنولوجيا التي تواكب جميع المستجدات تدعو إلى التفكير في خلق إبداعات جديدة لمواقع منافسة أو مشابهة، خاصة أن ما ينقل أو يُنشر في البرامج الأخرى يتم نقله من المصدر نفسه، وهو «تويتر»، وهو ما سيخلق تحديا للتمييز بين المتنافسين في برامجهم وكيفية الإدراك للمحتوى الجاد عن الهابط، والناقل الحقيقي من غير الحقيقي، وكل ذلك سيساعد في تشجيع العامة على ثقافة الاستخدام التكنولوجي، والتفاعل الجاد مع معطياته الجديدة من دون مواجهة أي إخفاقات أو تحديات في المتابعة ورصد المواضيع، مع وضع ضوابط لمنع المغرّدين الوهميين والحسابات المأجورة وغيرها، بحيث تكون هناك أسس ومعايير تفرضها المواقع الجديدة للكشف منذ اليوم عن هوية المستخدم لمنع أي منشورات خاطئة تسيء لهذه البرامج التي تقع في متناول الجميع وبينهم الصغار الذين يُفترض ألا ينجرفوا وراء بعض الحسابات الوهمية التي تسمم أفكارهم وعقولهم لمتابعة محتوياتهم الهابطة، خاصة إذا كانت خارجة عن النص والحدود الأخلاقية والأدبية.
إن ثقافة الالتزام في حدود النشر والمحتوى الهادف والمحترم وغير الخادش للحياء يقع تحت حرية التعبير المحترمة، لأنّ هناك مَن يخلط الحابل بالنابل في مسألة إبداء الرأي الذي لا يخلو من إثارة أمور خارجة عن النص، واستخدام كلمات بذيئة ومعلومات مغلوطة، وغيرها من الأمور التي تمسّ خصوصيات الآخرين.
آخر السطر:
الابتكار لا يتوقف عند حدود معيّنة.