«هجوم واشنطن» يُزيد أجندة ترامب ضد الهجرة زخماً
منفذ إطلاق النار على «الحرس الوطني» أفغاني عمل مع الأميركيين
عكفت أجهزة الأمن الأميركية على معرفة داوفع الهجوم الصادم، الذي استهدف، مساء أمس، عنصرين من الحرس الوطني بوضح النهار عشية عيد الشكر على بُعد 500 متر من البيت الأبيض، وأعاد تسليط الضوء على خطط الرئيس دونالد ترامب المثيرة للجدل لنشر الحرس الوطني بمختلف الولايات، وأكسب معركته ضد الهجرة زخماً جديداً.
وحددت وزارة الأمن الداخلي هوية منفذ الهجوم، موضحة أنه مهاجر أفغاني يدعى رحمن الله لاكانوال عمل سابقاً مع الجيش الأميركي في أفغانستان وقدم إلى الولايات المتحدة عام 2021.
ويسعى فريق مكافحة الإرهاب بقيادة مكتب التحقيقات الاتحادي FBI للبحث عن أدلة وداوفع لاكانوال، الذي أصيب في تبادل لإطلاق النار قبل اعتقاله بعد أن تمكن من إصابة عنصرين من الحرس الوطني لا يزالان في حالة حرجة.
وبحسب مسؤولي إنفاذ القانون، فإن لاكانوال البالغ 29 عاماً خدم سابقاً بالجيش الأفغاني وعمل إلى جانب القوات الخاصة الأميركية ولمصلحة وكالة الاستخبارات المركزية CIA في أفغانستان 10 سنوات، ووصل إلى الولايات المتحدة في سبتمبر 2021 وكان يعيش في واشنطن وتقدم بطلب لجوء في 2024، ومنحته إدارة الرئيس دونالد ترامب الحق في ذلك وقت سابق من هذا العام وهو الآن رهن الاحتجاز.
وقال أحد أقرباء لاكانوال إنه متزوج ولديه خمسة أطفال، في حين أشارت وسائل إعلام أميركية إلى أنه لا يتعاون مع المحققين.
وقال مدير CIA السابق جون راتكليف أن لاكانوال عمل مع مختلف الكيانات الحكومية الأميركية، بما في ذلك الاستخبارات وبناء عليه قررت إدارة الرئيس السابق جو بايدن إحضاره عند الانسحاب الفوضوي من كابول.
وقالت وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم إن المشتبه به «كان واحداً من الذين لم يخضعوا للدقيق أمني وأدخلوا جماعياً بموجب برنامج (مرحباً بالحلفاء)»، الذي أطلقه بايدن ووفر فرصة للأفغان المعرّضين للخطر بسبب عودة حركة طالبان إلى السلطة، فرصة للانتقال لأميركا.
وحوّل ترامب الحادث مناسبة للتأكيد على قرار نشره الحرس الوطني في مدن يحكمها الديموقراطيون بما فيها واشنطن ولوس أنجلس وميمفيس، كما اعتبر أن «الهجوم الشنيع» يثبت أن سياسات الهجرة المتراخية تعد التهديد الوحيد الأكبر للأمن الأميركي.
وفي إشارة إلى عمليات إجلاء الأفغان، ذكر ترامب أن المشتبه به أفغاني وصل على متن «إحدى رحلات بايدن السيئة السمعة».
وقال ترامب، في خطاب، هذا «الاعتداء الشنيع عمل إرهابي وحشي وجريمة ضد أمتنا والإنسانية»، مشدداً على أنه «لن يلين أمام الإرهاب ولن يثنيه هذا الاعتداء عن المهمة التي أنجزها جنوده في تخفيض الجرائم بواشنطن بشكل غير مسبوق».
وأعلن ترامب أنه وجّه وزير الحرب بيت هيغسيث بتعبئة 500 جندي لمساعدة 2000 آخرين في تأمين واشنطن، وتعهد بتقديم مرتكب الهجوم إلى العدالة السريعة.
وأشار ترامب إلى تحرّكه المثير للجدل بنشر الحرس في عدة مدن هدفه اجتثاث المهاجرين بشكل غير قانوني الذي يعدّ في جوهر أجندته الداخلية. وكتب: «علينا الآن إعادة التدقيق في كل أجنبي دخل من أفغانستان في عهد بايدن وعلينا اتّخاذ جميع الإجراءات اللازمة لضمان إخراج أي أجنبي من أي بلد لا ينتمي إلى هنا أو يأتي بمنفعة على بلدنا. إذا كانوا لا يحبون بلدنا، فلا نريدهم».
وبعد وقت قصير على خطاب ترامب، علّقت دائرة الهجرة والجنسية بأثر فوري جميع طلبات الأفغان إلى أجل غير مسمى بانتظار مراجعة إضافية لبروتوكولات الأمن والتدقيق.