القيادة الذكية والقيادة الرقمية
تُعد المهارات القيادية محوراً متجدداً وجاذباً لاهتمام الباحثين في الآونة الأخيرة، حيث تتنوَّع المقاربات بين مَنْ يدرس نظريات القيادة بشكلٍ عام، ومَنْ يحللها من المنظور الاجتماعي عبر تحليل الصفات القيادية الشخصية. ومع تطوُّر المؤسسات التعليمية برزت الحاجة إلى إضافة بُعد جديد لنظريات القيادة وأنماطها، يتمثل في القيادة الرقمية والقيادة الذكية.
وفي ذلك السياق، اطلعت أخيراً على أكثر من بحثٍ في هذا المجال، أذكر منها الأول لباحثة من دولة الإمارات– د. خلود المنصوري، حول متطلبات القيادة الرقمية في مؤسسات التعليم العالي بالإمارات، وبينت أهمية توجيه الجهود نحو توظيف الجامعات للبيانات الضخمة، والاستثمار في الحلول الرقمية والتقييم الإلكتروني للمقررات، إضافة إلى التخزين السحابي، وتلك النقاط المهمة تطرَّقت لها الباحثة بما ينسجم مع توجُّه دولة الإمارات نحو تحقيق الجودة، وتشجيع الشراكة مع القطاع التكنولوجي.
ومن القيادة الرقمية إلى القيادة الذكية، فقد تناولت الباحثة د. سلمى الريش (2024)، في دراسة نشرتها مجلة مستقبل العلوم الاجتماعية في الكويت، القيادة الذكية وأهميتها في تطوير الإشراف التربوي، بما في ذلك تقنيات الذكاء الاصطناعي ومنصات التعلم الإلكتروني كأدوات تُسهم في تعزيز كفاءة الإشراف وتحسين مُخرجات العملية التعليمية، مؤكدة أن القيادة الذكية لا تقتصر على المهارات الرقمية فحسب، بل تشمل: الحِكمة، والذكاء الاجتماعي، والقدرة على استثمار الموارد الرقمية، إضافة إلى الاستثمار في عملية التدريب للعاملين، ومتابعتهم وتقييمهم.
لا شك في أن نظريات القيادة، بجميع أنماطها، تستحق البحث والدراسة، وتحديداً فيما يخص العملية التربوية والتعليمية، وبعد استثمار المؤسسات التعليمية والتعليم العالي بتحفيز الباحثين على تناول كل ما يُسهم في رفع جودة العملية التعليمية وتطويرها.
يبقى أمامنا السعي لتنفيذ نتائج تلك البحوث والاستعانة بها، فتوصيات تلك البحوث تُغني المؤسسات عن تكدُّس المستشارين وفوضى القرارات.
وللحديث بقية...
كلمة أخيرة: معرض الكتاب هذا العام لافت للنظر، بفعالياته والحضور المتميِّز لأصحاب الأقلام المتميزة ومُحبي القراءة. جهود جميلة لكل المؤسسات المساهمة، والأفراد أيضاً. لكن مع ازدياد الأعداد والازدحام الشديد في المواقف، ألم يحن الوقت للتفكير بموقع آخر يحتوي على حلولٍ «ذكية» لاستيعاب ذلك العدد الضخم من رواد المعارض، وتقديم خدمات أفضل، وبمشاركة أكبر من القطاع الخاص؟