عقوبات «إخفاق 7 أكتوبر» تفجّر خلافات بين حكومة نتنياهو والجيش
تل أبيب تتخوف من تفاهمات بين «حماس» والوسطاء يسمحون ببقاء الحركة
احتدمت الخلافات الإسرائيلية بشأن تحديد مسؤولية الفشل في مواجهة هجوم السابع من أكتوبر الذي شنته «حماس» عام 2023 وأشعل حرب غزة بعد قيام رئيس الأركان إيال زامير بإقالة ومعاقبة عدد من قادة الجيش بعد اتهامهم وفق تحقيقات أجرتها لجنة «ترجمان» بالتورط في الإخفاقات بشأن مواجهة الهجوم غير المسبوق.
وتحدثت تسريبات أن زامير لم ينسق خطوته التي طالت رئيس شعبة العمليات بالجيش ورئيس الاستخبارات العسكرية بقوات الاحتياط وغيرهما من الضباط الكبار الذين شغلوا مناصب مركزية بسلاحي الطيران والبحرية قبل وخلال الهجوم، مع وزير الدفاع يسرائيل كاتس الذي علم بالخطوة عبر وسائل الإعلام.
وغداة الإعلان عن الخطوة المثيرة للجدل من زامير، وجه كاتس بتجميد التعيينات في المناصب العليا داخل المؤسسة العسكرية وتوجيه مراقب الجيش يائير فولانسكي بإعادة دراسة نتائج قرارات رئيس الأركان المتعلقة بضباط سابقين، عقب فحص تحقيقات أحداث 7 أكتوبر.
ويطالب كاتس مراقب الجيش بإجراء دراسة معمّقة لتقرير اللجنة، التي ترأسها اللواء احتياط سامي ترجمان والمكلفة من رئيس الأركان التحقيق في أحداث «السبت الأسود».
ويرى وزير الدفاع أن هناك حاجة لإجراء تحقيقات إضافية حول إشكاليات لم يحقق فيها الجيش في الماضي، ولم تتناولها «ترجمان»، لأنها اقتصرت على فحص التحقيقات القائمة فقط.
جدل وشكوك
وتعززت مطالب كاتس بعد إشارة فريق «ترجمان» في تقريره إلى وجود «قضايا رئيسية لم تُحقق على الإطلاق، أبرزها تعامل الجيش الإسرائيلي مع التقارير الاستخباراتية التي تلقاها منذ عام 2018، التي كشفت نية حماس تنفيذ هجوم واسع النطاق».
ودعا كاتس مراقب الجيش، بحسب التسريبات، إلى «صياغة توصيات بشأن معايير عادلة فيما يتعلق باستخلاص الاستنتاجات الشخصية» في إشارة لانتقاد عقوبات زامير.
ووصفت أوساط عبرية ما جرى بأنه هزة في الجيش، إذ حمّل زامير مسؤولية شخصية لعدد من الضباط الحاليين والمتقاعدين بقوة الاحتياط، وسط تشكيك من ضباط كبار بكون الإجراءات تستهدف شريحة محددة من المسؤولين بينما تعفي آخرين.
وكان المسؤولون السابقون قد تم تحويلهم لخدمة الاحتياط بعد استقالتهم من مناصبهم في وقت سابق، بسبب هجوم «طوفان الأقصى» الذي استهدف 11 قاعدة عسكرية وعدة بلدات إسرائيلية بغلاف غزة وأسفر عن أسر 250 شخصاً بينهم نحو 49 جندياً بجيش الاحتلال.
التزام واشتباهمقتل 4 بقصف إسرائيلي جديد و«الجهاد» تنتشل جثماناً لرهينة بالنصيرات
إلى ذلك، أكدت «حماس»، أن وجود وفدها بالقاهرة دليل أنها جادة في التعاون مع الوسطاء للانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق وقف النار الذي تضمنته خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن إنهاء الحرب وإعادة إعمار غزة.
وقال الناطق باسم الحركة حازم قاسم، إن مسارات المرحلة الثانية معقدة، مضيفاً: «قمنا بما هو مطلوب منا مقابل استمرار إسرائيل في انتهاكاتها». وحذر من أن «استمرار الخروقات قد يقوّض الاتفاق، وهو ما أوضحته الحركة للوسطاء في محادثات مصر».
وتابع: «إن القوات الدولية يجب أن تشمل مهامها الفصل بين شعبنا الأعزل وجيش الاحتلال الذي يواصل عدوانه المتواصل».
وشدد على أن «الاحتلال يواصل يومياً مسلسل إزاحة الخط الأصفر داخل القطاع، وهو ما أبلغت الحركة الوسطاء برفضه وعدم السماح للاحتلال بفرض واقع جديد».
وجاء ذلك في وقت يشتبه جهاز الأمن الإسرائيلي بوجود «تفاهمات سرية» واسعة بين الوسطاء و«حماس» حول استمرار وجود الحركة في غزة، وأن تلك التفاهمات أدت إلى إقناع قيادة «حماس» بالموافقة، في 3 أكتوبر الماضي، بالإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين والتباحث في خطة ترامب.
ضحايا وجثة
ميدانياً، قتل 4 فلسطينيين نتيجة قصف إسرائيلي على مناطق متاخمة للخط الأصفر الفاصل بين الجيش الإسرائيلي ومناطق سيطرة «حماس» في القطاع المنكوب، فيما انتشل مسلحون من حركة «الجهاد» جثة أحد الرهائن الإسرائيليين في شمال مخيم النصيرات قبل تسليمها إلى لجنة «الصليب الأحمر» التي نقلتها لإسرائيل.