العيسى: مبنى بنك الخليج إرث معماري للأجيال القادمة
• البنك استقبل رئيس مجلس إدارته العضو المنتدب السابق رئيس شركة «كيو إنترناشيونال كونسلتنتس»
بمناسبة احتفالاته بمرور 65 عاماً على تأسيسه، استقبل بنك الخليج رئيس مجلس إدارة شركة الاستشارات الهندسية الدولية (KEO)، الدكتور عبدالعزيز سلطان العيسى، الذي شغل منصبَي رئيس مجلس الإدارة، العضو المنتدب للبنك في فترات سابقة، في زيارة رسمية إلى المقر الرئيسي، التقى خلالها رئيس مجلس إدارة البنك أحمد البحر، بحضور الرئيس التنفيذي بالوكالة، سامي محفوظ، ورئيسة التسويق نجلاء العيسى.
وقدّم العيسى التهنئة إلى مجلس إدارة بنك الخليج وجميع العاملين فيه بهذه المناسبة، مسترجعاً ذكرياته حول بدايات البنك الذي أسس عام 1960، وبدأ عمله من شقة صغيرة مؤجرة في شارع فهد السالم، كان يعمل فيها آنذاك 50 موظفاً فقط. وعلى مدار السنين تطور البنك ليصبح واحداً من أبرز المؤسسات المالية في الكويت وأكثرها نمواً وتطوراً، مساهماً بدور رائد في دعم التنمية الاقتصادية والمجتمعية.
العيسى: يهنئ «الخليج» بمناسبة مرور 65 عاماً على تأسيسه
وأشار إلى أن المقر الرئيسي الأول لبنك الخليج كان يقع عبر الشارع من بنك الكويت المركزي السابق، واستمر العمل فيه إلى حين الانتقال إلى المقر الحالي، الذي بات يمثّل جزءاً من الذاكرة المالية للكويت.
وقال: «يمثل المبنى الرئيسي لبنك الخليج نقطة التقاء بين التاريخ والعمارة والاستدامة»، مضيفاً: «هذا المبنى ليس إنجازاً معمارياً فحسب، بل إرث وطني يجب الحفاظ عليه للأجيال القادمة».
وأوضح أن بنك الخليج بدأ في تشييد المقر الرئيسي الحالي بين عامي 1972 و1973، واكتمل بناؤه عام 1976 ليكون أحد أبرز المشاريع المعمارية المتقدمة آنذاك. وقد عكس المشروع روح الكويت الطموحة في مرحلة ما بعد الطفرة النفطية، من خلال تصميم يجمع بين الوظيفة والجمال والوعي البيئي.
وأضاف أن المبنى تميّز بواجهته الخرسانية مسبقة الصنع المصممة لتوفير التظليل الطبيعي وتقليل التعرّض لأشعة الشمس لتوفير الطاقة، وهي فكرة مبتكرة في مناخ الكويت الصحراوي، سبقت مفهوم الاستدامة العالمي بعدة عقود. وقد ظل هذا العنصر المعماري علامة بارزة على التميز الهندسي والدقة التقنية، مما جعل بنك الخليج من أولى المؤسسات التي تبنّت التصميم المستدام في المنطقة. كما تم التصميم الإنشائي للمبنى، ولأول مرة في الكويت، باستعمال الخرسانة سابقة الإجهاد بنظام الشد اللاحق.
وقد قام المعماري الفرنسي بالاشتراك مع شركة كيو إنترناشيونال كونسلتنتس (KEO) بالتصميم والإشراف على مبنى بنك الخليج، الذي تميّز برؤية حديثة تجمع بين الشكل والوظيفة والهوية الكويتية الأصيلة، التي حافظت على الماضي وانطلقت نحو الحداثة.
إرث معماري وتنظيمي
من جانبه، أعرب البحر عن تقديره للزيارة قائلاً: «لقد كان للدكتور العيسى دور محوري في صياغة الإرث المعماري والتنظيمي لبنك الخليج. وتمثّل زيارته اليوم تذكيراً بمسؤوليتنا في حماية تاريخنا ومواصلة التقدم نحو مستقبل مستدام».
وأضاف: «يظل مبنى البنك رمزاً للاستدامة والابتكار والفخر الوطني، ومع سعينا الدائم نحو التطور نحرص على تحقيق التوازن بين الحداثة والتراث، ليعكس ذلك بيئتنا المؤسسية وقيمنا الجوهرية».
واختتم قائلاً: «يمثّل المبنى استمرارية قصتنا منذ تأسيس البنك وحتى تحولنا إلى مؤسسة عصرية تتمحور حول العملاء. والحفاظ عليه ليس مجرد تقدير للماضي، بل رسالة استراتيجية تعكس رؤيتنا المستقبلية واحترامنا للهوية المعمارية الوطنية».
البحر: الحفاظ على المبنى رسالة تعكس رؤيتنا المستقبلية واحترامنا للهوية المعمارية الوطنية
يُذكر أن «الخليج» حرص على إجراء أعمال ترميم وتحديث شاملة للحفاظ على السلامة التاريخية للمبنى، بالتوازي مع مواءمته لأحدث معايير الكفاءة والاستدامة. وقد نُفذت أعمال الترميم بعناية فائقة لضمان الحفاظ على الطابع الأصلي للتصميم الذي وُضع قبل نحو 5 عقود، مع مواكبة تطورات المباني الخضراء.
ويُعد المقر الرئيسي للبنك اليوم أحد المباني التجارية القليلة من الطراز الحداثي المبكر في الكويت التي لا تزال تُستخدم لغرضها الأصلي، مع الحفاظ الكامل على واجهتها وهيكلها. ومن خلال التحديثات الأخيرة، جرى دمج مبادئ البناء الأخضر، بما في ذلك أنظمة الإضاءة الموفرة للطاقة، وتقنيات التهوية المتقدمة، وتحسين جودة الهواء الداخلي.
وفي إطار هذه الجهود، يعمل «الخليج» حالياً على الحصول على اعتماد عالمي، لينضم إلى قائمة المباني الخضراء في الكويت، بما يعزز مكانته كمؤسسة رائدة تجمع بين الحفاظ على التراث والالتزام بالاستدامة البيئية.