مقاطعة أميركية غير مسبوقة لقمة ال 20

• جنوب إفريقيا تتوقع استمرار المحادثات مع أميركا رغم موقفها «المخزي»

نشر في 23-11-2025
آخر تحديث 23-11-2025 | 18:33
No Image Caption

انطلقت قمة مجموعة العشرين (G20) في جنوب إفريقيا، وهي النسخة الأولى التي تُعقد على أرض إفريقية منذ تأسيس المجموعة في عام 1999. وتنعقد القمة تحت شعار «التضامن، المساواة، الاستدامة»، في شعار اختارته بريتوريا لدفع قضايا «الجنوب العالمي» لوضعها في قلب الأجندة، وفق ما أفادت به «العربية Business» من جوهانسبرغ.

وأوضحت «العربية» أن الغياب الأميركي «غير المسبوق» يسيطر على أجواء القمة، حيث امتد الغياب الأميركي ليشمل الرئيس الأميركي دونالد ترامب أو أي مسؤول حكومي ولا حتى أي مشاركة رمزية.

وقررت واشنطن مقاطعة القمة بالكامل، ولم تأتِ هذه المقاطعة من فراغ، حيث وصفت مراسلة «العربية» العلاقة بين واشنطن وبريتوريا بأنها «متوترة للغاية» منذ مطلع هذا العام. وأضافت أن التوترات بدأت مع خفض المساعدات الأميركية عبر الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID)، مما أثر على «آلاف الفئات المستضعفة» في جنوب إفريقيا.

كما تفاقمت التوترات بسبب: الحرب التجارية: فرض رسوم جمركية كبيرة على صادرات جنوب إفريقيا في ظل الحرب التجارية التي شنها ترامب.

ولفتت حجازي إلى الخلاف الحاد بسبب القضية التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام محكمة العدل الدولية حول الحرب في قطاع غزة.

وأوضحت مراسلة «العربية» أن ترامب عزي غيابه عن القمة إلى اتهامات بوجود إبادة جماعية ضد البيض في جنوب إفريقيا، وهي اتهامات «نفتها بريتوريا ولم يكن لها أي دليل واضح مقدم من الجهة الأميركية».

وأشارت إلى أن الغياب الأميركي ليس هو الغياب الوحيد، حيث سجلت القمة غياباً صينياً وروسياً أيضاً.

أجندة القمة وتأثيرها العالمي

وتركز القمة على مسارات رئيسية ذات أهمية دولية، أبرزها: تمويل التنمية وإصلاح منظومة الديون، الانتقال العادل للطاقة، الأمن الغذائي، التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي من أجل التنمية، وأخيراً، توجيه الاستثمارات نحو البنية التحتية في إفريقيا.

وأكدت حجازي الأهمية الكبرى لدول المجموعة، حيث تشكل نحو 75% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، ونحو 85% من التجارة العالمية، وحوالي ثلث سكان العالم. بالتالي، من المفترض أن يكون لجميع القرارات والنقاشات التي تُعقد في جوهانسبرغ تأثير كبير على الاقتصاد الدولي ومسار السياسة الدولية.

واعتمد قادة مجموعة العشرين في قمة جنوب إفريقيا إعلانا يتناول أزمة المناخ والتحديات العالمية الأخرى، من دون مشاركة الولايات المتحدة، في خطوة أثارت توترا بين جنوب أفريقيا وإدارة ترامب.

وتضمن الإعلان بنودا لطالما عارضتها واشنطن، أبرزها التشديد على خطورة تغير المناخ، ودعم توسع الطاقة المتجددة، والتنبيه إلى أعباء الديون الثقيلة على الدول الفقيرة.

وأكدت جنوب إفريقيا أن الوثيقة نهائية وغير قابلة لإعادة التفاوض، فيما وصف مسؤول أميركي غياب بلاده عن المفاوضات بأنه «مخزٍ».

وقال وزير التجارة في جنوب إفريقيا باركس تاو، اليوم، إنه يتوقع استمرار المفاوضات مع الولايات المتحدة بشأن اتفاق تجاري، على الرغم من الخلافات بين البلدين حول قمة مجموعة ال 20 التي عقدت في جوهانسبرغ وقاطعتها واشنطن.

وقال المتحدث باسم رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامابوسا، إن الإعلان، الذي تضمن عبارات عارضتها واشنطن «لا يمكن إعادة التفاوض عليه»، مما يشير إلى التوتر بين بريتوريا وإدارة ترامب بشأن القمة، وفقاً لوكالة «رويترز».

واعتبر ذكر تغير المناخ في الإعلان تجاهلاً لترامب، الذي يشكك في التوافق الكبير بين العلماء على أن الاحتباس الحراري العالمي ناجم عن الأنشطة البشرية، وعبر المسؤولون الأميركيون عن رفضهم لأي إشارة إليه في الإعلان.

وفي كلمته الافتتاحية للقمة، قال رامابوسا: «كان هناك توافق ساحق في الآراء واتفاق على أن إحدى المهام الأخرى التي يجب أن نضطلع بها منذ البداية هي اعتماد إعلاننا».

وقال ترامب إن المسؤولين الأميركيين لن يحضروا القمة بسبب اتهامات، لا تحظى بمصداقية كبيرة، بأن حكومة الدولة المضيفة تضطهد الأقلية البيضاء لديها.

ورفض الرئيس الأميركي أيضاً جدول أعمال الدولة المضيفة المتمثل في تعزيز التضامن ومساعدة الدول النامية على التكيف مع الكوارث المناخية والانتقال إلى الطاقة النظيفة وخفض تكاليف ديونها المفرطة.

 

back to top