ملفات إبستين: واشنطن تتحول إلى التابلويد

نشر في 24-11-2025
آخر تحديث 24-11-2025 | 10:03
 وول ستريت جورنال

إذا تخيَّلت أن TMZ وNational Enquirer دخلا حانة في واشنطن، وقع حبّهما وأنجبا طفلاً، فستحصل على ما يُشبه ملفات جيفري إبستين، التي تحوَّلت هذا الأسبوع إلى مهرجان فضائح سياسي لا يُصدق- بمبادرة من الكونغرس. ما بدأ بمحاولة ديموقراطيين لربط دونالد ترامب بالمُدان الجنسي المتوفى أصبح الآن شعلة تهدد النخبة السياسية كلها، معتمدة على مراسلات، وشائعات، واتهامات غالباً ما تبقى سرية، إلا في إجراءات قضائية رسمية.

تغيَّرت قواعد اللعبة حين دعا ترامب فجأة إلى الكشف الكامل عن الملفات، مُعلناً أن إبستين كان ديموقراطياً، وأن مشاكله يجب أن تقع على عاتق الديموقراطيين، لا الجمهوريين، محذراً من أن أي محاولة لتسليح الملفات ستُقابل بردٍّ أعنف. هذه حالة من التدمير المتبادل، إلا أن الكونغرس اندفع نحو التصويت بالإفصاح الشامل.

الطعم الأول جاء من حوالي 60 ألف صفحة نشرتها لجنة الرقابة في مجلس النواب. هبط الصاروخ الأول على لاري سامرز، وزير مالية سابق ديموقراطي، بتبادل رسائل نصية مع إبستين حول نصائح المواعدة، ما أجبره على أخذ إجازة من التدريس في هارفارد. الصاروخ الثاني أصاب ستايسي بلاسكت، نائبة عن جزر فيرجن، بعد رسائل عام 2019 مع إبستين عن كيفية استجواب شاهد ضد ترامب، ما دفع الجمهوريين للمطالبة بعقوبة رسمية.

كما يخطط رئيس اللجنة، جيمس كومر، لاستدعاء بيل كلينتون للإدلاء بشهادته حول رحلاته على «لوليتا إكسبرس»، والتحقيق في وثائق تربط إبستين بحملة هاكيم جيفريز الانتخابية.

الديمقراطيون، غير قادرين على ضرب ترامب، حوَّلوا انتباههم لأهداف أخرى، مثل المؤسسات والشركات. على سبيل المثال، ألقى السناتور رون وايدن اللوم على JPMorgan Chase بعد فشلها في الإبلاغ عن معاملات مالية مشبوهة لإبستين. وواجهت النائبة جاسمين كروكيت خطأً مزعجاً، حين اتهمت زميلاً سابقاً بمبالغ مرتبطة بإبستين، لكنه كان طبيباً آخر يحمل نفس الاسم.

لكن هذا مجرَّد بداية. التحقيقات القادمة قد تشمل تسجيلات، وفيديوهات، وإفادات شهود، وملاحظات المدعين حول مؤامرات غير مثبتة، ومذكرات بحث منازل ووسائل التواصل. الواقع أن 95 في المئة من هذه الوثائق ستكون ظرفية، أو غير مرتبطة بجرائم إبستين أساساً. النتيجة: فضائح متواصلة، وسُمعة مدمرة، ووظائف مفقودة، وموروثات عائلية في خطر.

في الماضي، كان التابلويد وحده يتسبَّب في ذلك، الآن يقوم الكونغرس نفسه بتدمير الحياة الخاصة للأفراد باسم «الشفافية». عضو واحد فقط، النائب الجمهوري كلاي هيغنز من لويزيانا، لاحظ خطر هذا ال precedent، لكنه هُزم 427-1 بمجلس النواب، وبالإجماع في مجلس الشيوخ. ولتبدأ الألعاب- والخاسرون غالباً سيكونون الجميع.

* كيمبرلي أ. ستراسل

back to top