إسرائيل تغتال الرجل الثاني في «حزب الله»

• المنطقة في دائرة التصعيد مجدداً… والسيستاني يتحرك لعقلنة الإيرانيين

نشر في 24-11-2025
آخر تحديث 23-11-2025 | 21:14
المبنى الذي استُهدف فيه الطبطبائي بالضاحية (رويترز)
المبنى الذي استُهدف فيه الطبطبائي بالضاحية (رويترز)

وسط حديث إسرائيلي عن تأهب عسكري على ثلاث جبهات، وإعلان الجيش الإسرائيلي أنه لا مفر من «أيام قتالية» قادمة في لبنان، صعّدت إسرائيل ضد «حزب الله» في لبنان، أمس، مستهدفة بغارة على ضاحية بيروت الجنوبية الرجل الثاني في الحزب، هيثم الطبطبائي (أبوعلي الطبطبائي)، الذي تولى منصب رئيس أركان الحزب، بعد اغتيال رئيس أركانه السابق فؤاد شكر في أغسطس 2024. 

وأفادت تقديرات إسرائيلية بنجاح عملية اغتيال الطبطبائي المطلوب أميركياً والذي يُعتقد أنه كان يقود القوات الخاصة للحزب في سورية واليمن. 

ووفق المعلومات، أصابت 8 صواريخ إسرائيلية شقة القيادي المستهدف، وخلفت دماراً كبيراً في المبنى الذي يقع في منطقة سكنية بحارة حريك في الضاحية.

وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن الضربة التي تبناها رسمياً رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تمت بالتنسيق مع الولايات المتحدة، في وقت ذكر موقع «أكسيوس» أن واشنطن بُلِّغت منذ أيام بنية إسرائيل التصعيد في لبنان. 

ووسط تحسب إسرائيلي لأي رد من «حزب لله» على اغتيال قائده العسكري، قال النائب عن الحزب علي عمار إن «المقاومة تتصرف بحكمة وصبر، وهي وحدها التي ستحدد الوقت المناسب لمواجهة العدو». 

في المقابل، اعتبر الرئيس اللبناني ​جوزيف عون أن تزامن الضربة الإسرائيلية مع ذكرى الاستقلال «دليل آخر على أن إسرائيل لا تأبه للدعوات المتكررة لوقف اعتداءاتها على لبنان وترفض تطبيق القرارات الدولية وكل المساعي والمبادرات المطروحة لوضع حد للتصعيد وإعادة الاستقرار ليس فقط إلى لبنان بل إلى المنطقة كلها».

ولفت عون، في بيان، إلى أن «لبنان الذي التزم وقف الأعمال العدائية منذ ما يقارب سنة حتى اليوم، وقدم المبادرة تلو المبادرة، يجدد دعوته للمجتمع الدولي بأن يتحمل مسؤوليته ويتدخل بقوة وبجدية لوقف الاعتداءات على لبنان وشعبه منعاً لأي تدهور يعيد التوتر إلى المنطقة من جهة، وحقناً لمزيد من الدماء من جهة أخرى».

إلى ذلك، كشفت مصادر متابعة ل «الجريدة» عن تحرك للمرجع الشيعي الأعلى في العراق، السيد علي السيستاني، بشأن الوضع في لبنان.

 وبحسب المصادر، بعث السيستاني أخيراً رسالة إلى إيران، ركّز فيها على الوضع الحساس للطائفة الشيعية في البلاد، مشيراً إلى أن الظروف الراهنة باتت «حرجة جداً» وتستدعي حماية عاجلة.  

وشدد على أنه لا ينبغي ترك المجتمع الشيعي اللبناني عرضة لأي حرب جديدة، لما قد يترتب على ذلك من تفاقم موجات التهجير وزيادة هشاشة أمن قراه وبلداته.

وتزامنت رسالة السيستاني مع زيارة علي حسن خليل، المعاون السياسي لزعيم حركة «أمل» نبيه بري، رئيس مجلس النواب اللبناني، إلى إيران، حيث شارك في أحد المؤتمرات وأجرى على هامشها مباحثات مع أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني، ووزير الخارجية عباس عراقجي.

وبحسب المعلومات، فإن ما أكده معاون بري أمام المسؤولين الإيرانيين يتقاطع إلى حد كبير مع رسالة السيستاني، إذ شدد بوضوح على ضرورة تبني مقاربة سياسية تهدف إلى إخراج شيعة لبنان من النفق المسدود، خصوصاً في ظل الضغوط المتزايدة والدمار والدماء التي يعاني منها المجتمع الشيعي، لا سيما العائلات التي لم تتمكن بعدُ من العودة إلى منازلها. 

وأكد خليل أهمية العمل لتفادي اندلاع حرب جديدة ورسم تصور واضح للمرحلة المقبلة.

ووفق المعلومات، قوبلت مساعي خليل لبحث مسار التفاوض المفروض على لبنان مع إسرائيل بردّ ملتبس من الجانب الإيراني. فمن جهة، أكد المسؤولون في طهران أن القرار سيادي لبناني، وأن على اللبنانيين أنفسهم تحديد خياراتهم. ومن جهة أخرى، كانوا صارمين في الإشارة إلى أن التفاوض الجدي لم يبدأ بعد، وأن الاستعجال غير مطلوب، إذ لا يزال ممكناً الصمود وانتظار اتضاح المشهد الإقليمي.

 ولفتوا بوضوح إلى ضرورة عدم تقديم أي تنازلات إضافية للإسرائيليين، لأن تل أبيب تستغل كل إشارة إيجابية من الجانب اللبناني لرفع سقف مطالبها وشروطها.

back to top