بالقلم الأحمر: أبراج الكويت والسوشي الياباني!

نشر في 23-11-2025
آخر تحديث 22-11-2025 | 20:10
 الجازي طارق السنافي

تُعد أبراج الكويت من أبرز معالمنا الوطنية والتراثية الحضرية وأيقونة مهمة وتاريخية للدولة، وهي مزار سياحي فريد لكل من يدخل الكويت ويرغب في التعرف على معالمها وتراثها للمرة الأولى، وخصوصاً تجربة الطعام الكويتي الفاخر بإطلالة جميلة على ضفاف الخليج.

لكن نتفاجأ «كلنا» مع السياح والزوّار بوجود «مطعم ياباني» يقدم مأكولات يابانية في معلم كويتي بحت وهو أبراج الكويت! وكلنا نقول «شكو»!

حقيقة تساؤلنا مشروع حول طبيعة الخدمات والمرافق التي تقدمها الأبراج للزوار، خصوصاً فيما يتعلق بقطاع الضيافة والمطاعم.

نحن بحاجة إلى تعزيز مفاهيم وطنية وتراثية كثيرة من خلال التجربة التي يمر بها الزائر والسائح الخليجي أو العربي أو الأجنبي، أولها التعريف بالهوية الكويتية بحيث يجب أن تكون وجهتنا الوطنية الأولى مرآة عاكسة لتراثنا الغني وأكلاتنا الشهية مثل القبوط والمربين والمچبوس والمطبق والمرقوق وغيرها والتي تشتهر بها الكويت منذ القدم. إن وجود مطعم يُقدم مطبخ كويتي أصيل أو «Fine Dining» بتفاصيل معاصرة -على سبيل المثال- يعكس مستوى التطور والاعتزاز بالتراث في آن واحد. وكذلك يتوقع السائح الأجنبي أن تكون تجربته متكاملة عند زيارته لأبرز معالم الدولة التي يزورها، تبدأ من المشهد البصري وتنتهي بالمذاق التراثي. غياب التجربة الكويتية والمطعم الكويتي في هذا الموقع تحديداً يثير الاستغراب ويُفقِد التجربة السياحية جزءاً من أصالتها. لكن ماذا يستفيد الزائر من تجربة الأكل الياباني كالسوشي  والأونيغيري والتاكوياكي في أبراج الكويت!؟ 

إن وجود مطعم يحمل هوية مطبخية «غير كويتية» في موقع يمثل جوهر الهوية الكويتية، هو أمر يستدعي المراجعة، ويُشير إلى «لخبطة» مفاهيمية كبيرة. لذلك نتمنى أن يتم تسليط الضوء على المطبخ الكويتي والشيف الكويتي والطعم الكويتي وتقديمه للعالم بأبهى صورة. كما يتوجب علينا إعادة جدولة مشاريعنا المرتبطة بمعالمنا السياحية بحيث تكون مناسبة وملائمة لهويتنا الكويتية.

بالقلم الأحمر: حتى اليابانيون بيستغربون وجود مطعم ياباني في أبراجنا!

back to top