شوشرة: أغبياء وكسالى بسبب الذكاء
التطور التكنولوجي المتسارع الذي يفوق التصورات، في ظل التحديثات المستمرة والاختراعات المتواصلة ما بين فترة وأخرى، يعلن مولوداً جديداً يساهم في المزيد من الإبداعات، ويبسط الإجراءات، ويسهل الوصول إلى المعلومة عند صعوبة الوصول إليها، وهنا سأتطرق إلى الذكاء الاصطناعي chatGPT الذي تحول إلى موضة يتباهى بها البعض، نظرا لسرعة وصولهم إلى المعلومة وحل التعقيدات التي تواجههم أو إشغال وقت فراغهم في الحديث معه.
وهناك من يثير مواضيع يقف عندها هذا الذكاء صامتاً ومستغرباً ومعتذراً من صعوبة الوصول إلى ذلك، لأنها تكون في خارج حدود مفهوم العقل، وتفوق الخيال لأن هناك من يعتقد أن الذكاء الاصطناعي قادر على الوصول إلى كل ما يريده الآخرون، وكأن الأمر وضع لسد فراغهم أو التسلية، وغيرها من الأمور التي لا تدخل في نطاق المسموح به، ولكن المشكلة الأكبر تكمن في مساهمة هذا الذكاء في زيادة عدد الأغبياء والكسالى الذين أصبحوا يعتمدون بشكل كلي عليه دون أن يكلفوا أنفسهم في البحث عن المحتوى أو المعلومة، واستخدام قدراتهم العقلية، وتزويد أنفسهم بالمعلومات التي تطور من ذاتهم، وتفيدهم في أعمالهم ودراستهم، وغيرها من الأمور الحياتية التي تكشف عن مدى فهم المتحدث إن كان حاضراً في أي موقع أو مناسبة أو لقاء، وغيرها من النقاشات التي تكون خير شاهد على مدى عمق وفهم المتحدث الذي سيكون في موقف لا يحسد عليه لأن الذكاء الاصطناعي لن يكون المتحدث البديل عنه، فتطور التكنولوجيا له أغراض تساعد على تطوير القدرات، وتعزز القيم وتساعد للوصول إلى المعلومات للباحث عنها لزيادة إمكانياته وتثقيفه ودعمه لتكوين قاعدة بيانات تساهم في تطويره، فضلا عن أنها تواكب سرعة التطورات التي أصبحت واقعا يفرض نفسه في استخدام التكنولوجيا في أغراض ومتطلبات نحتاجها لتبسيط وتسهيل عملية نقل المعلومة وتبادلها مع السرعة في الإنجاز، حتى لا تتعطل مصالح المستفيدين من الخدمات المختلفة.
والسؤال، إذا كان الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في كل شيء فهل يتم الاستغناء مثلا عن المختصين وأصحاب المهن المختلفة مثلاً؟! فما هي الفائدة والحاجة من العقول البشرية إذا كان هناك من يعتقد أن الذكاء الاصطناعي سيكون هو البديل الناجح؟ فهؤلاء اختلطت عليهم موضة الاعتماد على التكنولوجيا دون إدراك أن لكل شيء غرضاً مخصصاً يتم استخدامه وفقاً لمعطيات محددة وأمور خاصة، والطامة أن بعض الطلبة يعتقدون أن الذكاء الاصطناعي هو السبيل أيضاً في دعمهم لحل الواجبات والوصول إلى المعلومات، وغيرها من الأمور التي يفترض ألا تخرج من نطاق الكتب الدراسية والتعليمية، لأنهم لا يريدون الاعتماد على قدراتهم العقلية أو أن يحركوا ساكناً أو يبذلوا مجهوداً، فقد يصاب هؤلاء بالتخمة التي ستحتاج إلى إعادة ضبطهم مجدداً.
آخر السطر:
الكسل والاعتماد على الغير سيفقد الإبداع والتطور