رئيس وزراء فيتنام: الارتقاء بالعلاقات مع الكويت لشراكة شاملة

قال رئيس وزراء فيتنام فام مينه تشينه، إن بلاده والكويت تتقاسمان طموحاً مشتركاً للسلام والاستقلال والتنمية السريعة والمستدامة، مشيراً إلى أن «فيتنام والكويت وقفتا إلى جانب بعضهما في أحلك الظروف التاريخية، إبان الحروب التي شهدها البلدان، وأن تجربة الحروب المريرة أثبتت أنه لا أحد يخرج منتصراً حقاً من الحروب، لأن ثمنها البشري والمادي والمعنوي باهظ على الجميع».
وأضاف رئيس الوزراء الفيتنامي، خلال محاضرة «السياسة الخارجية لفيتنام ورؤيتها للعلاقات الفيتنامية - الكويتية»، اليوم، في معهد سعود الناصر الدبلوماسي، بحضور عدد من السفراء والدبلوماسيين والأكاديميين، أن «القيم المشتركة، المتمثلة في رفض الحروب، والسعي إلى التنمية، والتمسك بالسيادة والاستقلال، هي التي تقرّب بين هانوي والكويت، وتفتح آفاقاً أوسع لتعميق الشراكة الاستراتيجية، خصوصاً في مجالات الطاقة، والأمن الغذائي، والاستثمار، والتعليم، والتعاون العلمي والتكنولوجي».
وعبّر فام عن بالغ امتنانه لسمو أمير البلاد وسمو رئيس مجلس الوزراء والشعب الكويتي على حفاوة الاستقبال وحرارة الترحيب التي حظي بها والوفد الرفيع المرافق له «التي تعكس عمق مشاعر الصداقة التي تجمع بلدينا منذ عقود»، مشيراً إلى أن هذه الزيارة تُعد أول زيارة لقيادة فيتنامية على هذا المستوى إلى الكويت منذ 16 عاماً، وتأتي في توقيت بالغ الرمزية قبيل احتفال البلدين بمرور 50 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما.

9 مجالات
وتابع: اتفقنا على الارتقاء بعلاقتنا إلى شراكة استراتيجية شاملة تشمل 9 مجالات هي: تعزيز الثقة السياسية والتبادلات الرفيعة المستوى، التعاون في الأمن غير التقليدي، التعاون في العلوم والتكنولوجيا والابتكار، توسيع التعاون في الطاقة والنفط والغاز، زيادة الاستثمارات المتبادلة، الإسراع في المفاوضات التجارية (FTA بين فيتنام والـ GCC)، التعاون في الأمن الغذائي وصناعة الأغذية الحلال، تعزيز التبادل الثقافي، السياحي، التعليمي والرياضي وأخيراً التنسيق في القضايا الإقليمية والدولية.
وأشاد رئيس الوزراء الفيتنامي بالدور الإنساني للكويت إبّان جائحة «كورونا»، كاشفاً أن بلاده «تلقت من الكويت 600 ألف جرعة لقاح مجاناً بالكامل».
وأشار رئيس الوزراء الفيتنامي إلى أن الكويت أكبر شريك تجاري لبلاده في الشرق الأوسط، وقد بلغ حجم التجارة الثنائية 7.3 مليارات دولار».
وتابع: تثق فيتنام بأنه بدعم من الكويت ودول مجلس التعاون الخليجي، سيتم التفاوض قريباً على اتفاقية التجارة الحرة بين فيتنام والمجلس وتوقيعها، مما سيعزز التواصل بين هذين السوقين الديناميكيين الواعدين، فيتنام التي يزيد سكانها على 100 مليون نسمة، ومجلس التعاون الذي يبلغ عدد سكانه 60 مليوناً».

فام مينه يبحث مع الرومي ومسؤولي «البترول» وهيئة الاستثمار مسارات التعاون
استقبل رئيس وزراء فيتنام، فام مينه تشينه، في مقر إقامته اليوم، وزير النفط طارق الرومي، كما استقبل نائب رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الكويتية الشيخ نواف السعود.
واستقبل رئيس وزراء فيتنام كذلك عضو مجلس إدارة الهيئة العامة للاستثمار، الشيخ سعود سالم عبدالعزيز.
وجرى خلال المقابلات استعراض مسارات التعاون الثنائي في مجالات الاقتصاد والطاقة والتبادل التجاري، وسبل تطوير المشاريع الاستراتيجية المشتركة، إضافة إلى بحث الفرص الاستثمارية الواعدة بين البلدين الصديقين.
حضر المقابلات المستشار بديوان رئيس مجلس الوزراء؛ رئيس بعثة الشرف المرافقة الشيخ د. باسل الصباح، وسفير الكويت لدى فيتنام، يوسف الصباغ.
واختتم رئيس وزراء فيتنام زيارته الرسمية وغادر البلاد عصر اليوم، وكان في وداعه على أرض المطار الشيخ د. باسل الصباح، ووزيرة الشؤون الاجتماعية وشؤون الأسرة والطفولة د. أمثال الحويلة، ومساعد وزير الخارجية لشؤون آسيا السفير سميح جوهر حيات، والسفير الصباغ.

البيان المشترك أكد الالتزام بتوسيع آفاق التعاون في مختلف المجالات
أعلنت الكويت وفيتنام اليوم، الاتفاق على الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، استنادا إلى ما يجمع البلدين من روابط متينة.
وأكد الجانبان، في بيان مشترك صادر عقب الزيارة الرسمية التي قام بها رئيس وزراء فيتنام فام مينه تشينه والوفد المرافق له للبلاد خلال الفترة من 16 إلى 18 الجاري، أن الشراكة الاستراتيجية تعزز المصالح المشتركة وتخدم تطلعات الشعبين الصديقين.
وأشار البيان الى ان الجانبين اعربا خلال المباحثات عن تطلعهما إلى توسيع آليات الحوار والتنسيق، بما في ذلك أعمال اللجنة الحكومية المشتركة والمشاورات السياسية بين وزارتي الخارجية بالبلدين لتعزيز تنفيذ الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، وتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، إلى جانب توسيع نطاق التعاون الشعبي.
واتفق الجانبان على الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية استنادا إلى الروابط المتينة التي تجمع بينهما، وبما يعزز المصالح المشتركة ويخدم تطلعات الشعبين الصديقين.
كما اتفقا على الالتزام بتوسيع آفاق التعاون الثنائي عبر برامج شاملة تشمل مختلف المجالات، بما في ذلك التقنيات الناشئة والوسائط الإلكترونية والذكاء الاصطناعي والأمن الغذائي بوصفه أحد المسارات الحيوية للتعاون بين البلدين الصديقين، عبر مشروعات مشتركة في سلاسل الإمداد والإنتاج والتخزين.
وبحثا سبل تطوير التعاون في قطاع الطاقة خصوصا توسيع إطار الشراكة ليشمل مجالات استكشاف وتطوير النفط والغاز والصناعات البتروكيماوية والطاقة المتجددة، مؤكدَين أهمية مشروع مصفاة ومجمع بتروكيماويات نغي سون ودوره الاستراتيجي.
 وأكدا تطلعهما إلى استمرار التنسيق الوثيق بين الشركاء لوضع خطة متكاملة لإعادة الهيكلة المالية والإدارية للمصفاة، بما في ذلك معالجة مختلف التحديات المرتبطة بتقديم التسهيلات اللازمة للشركات، وتسوية المسائل الضريبية وفترات الحوافز، ويأتي ذلك دعما لاستدامة الشراكة وتعزيز تدفق الاستثمارات.