متى سينتخب الذكاء الاصطناعي رئيساً؟
بعد الانتخابات التمهيدية لعمدة نيويورك، كتب مارك دوبوفيتز أن «تيك توك ساعد نيويورك على انتخاب اشتراكي»، وهو محق، فجيل ما دون الثلاثين صوَّت بأغلبية لزهران ممداني. لقد انتقلنا من حقبة بيل كلينتون وهو يعزف الساكسفون على التلفزيون إلى عالم يصنع السياسة فيه فيديو من 15 ثانية.
لطالما تبعت السياسة التكنولوجيا: من الصحف إلى قطارات روزفلت، إلى الراديو، ثم المناظرة الشهيرة بين نيكسون وكينيدي التي كشفت عن أن الصورة قد تهزم الخطاب. لكن لو رأى نيكسون «تيك توك» اليوم لعرف أن “الحِيَل” أصبحت أساس اللعبة، لا استثناءها.
قبل 13 عاماً سأل الكاتب هنا: «متى ستنتخب وسائل التواصل رئيساً؟»، واعتبره كثيرون سؤالاً سخيفاً. لكن ما حدث لاحقاً أثبت العكس: السوشيال ميديا أوصلت أوباما، ثم ترامب، والآن لدينا «ترامب 2.0» على البودكاستات بناءً على نصائح ابنه بارون.
صحيح أن الحملات ما زالت تطرق الأبواب وتوزِّع المنشورات، لكن التكنولوجيا الجديدة هي التي تحسم. غافين نيوسوم أدرك ذلك، فاستعان بكتّاب Substack ويوتيوبريين ونجوم «تيك توك»، ففاز مشروعه بنسبة 64 في المئة.
ووفق مركز «بيو»، نصف الأميركيين بين 18 و29 عاماً يحصلون على الأخبار من «تيك توك». والدراسات تؤكد أن المستخدمين يعيشون داخل فقاعات فكرية محكمة. وإذا كانت CNN وFox «غرف صدى»، فإن «تيك توك» هو «المعبد الأكبر للصدى».
وما ينتظرنا أكبر: الذكاء الاصطناعي نفسه سيُصبح وسيط الأخبار، لكنه مليء بالأخطاء. ومع ذلك، سيذهب السياسيون إلى حيث يوجد الناخبون. وربما يكون المستقبل قد ظهر في خدمة «ChatGPT Pulse» التي تقدِّم نشرة يومية مصمَّمة لكل مستخدم.
وحين يُصبح الإعلام شخصياً بالكامل، يُصبح السؤال: هل يمكن شراء انتباهك وتوجيهك؟
الجواب البسيط: «نعم. فكل شيء للبيع»...؟
* آندي كِسلر