زيزي... في وقتها
أول العمود: صورة من صور الاهتمام بالطفل الكويتي إنشاء معرض كتاب سنوي مخصص له يتضمن مختلف الأفكار التي تبني صحة نفسية وبدنية وذهنية لهم.
***
في الكويت حيث يتربع الحديث حول المسائل السياسية في المرتبة الأولي، نسينا وتغافلنا بشكل عبثي قضايانا الاجتماعية الأكثر خطورة والتي يُشكل جمهورها شريحة كبيرة من المجتمع تفوق ال 70%. والأشد خطورة هنا معالجة هذه الإشكاليات بالخطاب التقليدي الذي لا يبحث عن الأسباب الحقيقية لها.
خلال سنوات قليلة ماضية ظهرت شخصية نسائية صادقة وحقيقية في الساحة الكويتية وهي السيدة زينب بوشهري (زيزي) تتناول من خلال منصات إعلامية مختلفة ما لا نتحدث عنه – أو لا نريد ربما – خصوصاً فيما يتعلق ببناء العلاقات الاجتماعية وما يسودها من مخاطر عدم الفهم والنفاق والتباهي والإسراف والانجراف نحو ما نعتقده واجباً! مؤخراً، استمتعت والعائلة بحديث هذه السيدة في «بودكاست فجر» حيث لم تترك شاردة وواردة في مسائل العلاقات الإنسانية، وخصوصاً للأعمار الشابة مع تركيز على الفتيات والمقبلات على الزواج، وما يتخلل ذلك من ضياع بوصلة كثير من الفتيات والفتيان تجاه مؤسسة الزواج، وطرق بناء العلاقات، وتحديد وبناء المواقف، والحماية النفسية الذاتية للمرأة، وبناء الثقة، واختيار الألفاظ، وفن التعامل مع الحالة الاستهلاكية اللامتناهية حيث تسود المجتمعات الميسورة ومواضيع أخرى.
أتذكر أنه في سبعينيات القرن الماضي وربما قبلها كانت السيدة فاطمة حسين تقوم بدور توجيهي في المجتمع من خلال برامج تلفزيونية منها «مع الأسرة»، ولاحقاً ظهرت د. كافية رمضان ثم المحامية سارة الدعيج وأخريات بالطبع، واليوم نجد السيدة زيزي بوشهري تشغل حيزاً جيداً لتقديم بوصلة مختلفة في شأن السلوك الاجتماعي العام.
كم المشاكل الاجتماعية التي نعانيها بحاجة إلى قدوات يتحدثن عن مثل هذه الأمور بشكل مقنع ومبتكر، وقبل كل ذلك توافر المصداقية في هذه الشخصية... أعتقد أنه يجب تشجيع هؤلاء القدوة وتسخير الإعلام والفعاليات لخطاباتهم، رجالاً كانوا أم نساء.