في المرمى: رياضة وطن أم «ربع»؟
بعض نتائج فرق الأندية في الألعاب الجماعية أخيراً لم تكن صادمة... بل مخزية. وهي لا تعبّر إطلاقاً عن حجم ما يُصرف على هذه الفرق من دعم حكومي وميزانيات سنوية، «سنأتي في مقال لاحق عن موضوع الصرف بشكل كامل»، والمصيبة أن لا أحد يبدو معنياً أو مهتماً. لا الإدارات تهتز لهذه الخسائر، ولا المسؤولون الرياضيون يفتحون ملف المحاسبة.الأدهى أن هذه المشاركات «الشكلية» لا تخلو من «ريحة نتنة عفنة للتنفيع»، فأندية تتعرض لخسائر متتالية ولافتة ولا يحرك فيها ذلك ساكن، لأن مسؤولاً في النادي أو مدير اللعبة وجد منفذاً للتنفيع بتسجيل فريقه في هذه المسابقة، فلا بأس من أن يستفيد مجموعة من المعارف أو أولادهم من الاحتراف الجزئي ولا ضير بأن يستفيد الصديق من عمله كمشرف أو مدرب وغير ذلك بكثير أي «نخرب ونلعن خير المسابقة الوطنية» وندمر رياضة بلد، وكأن الرياضة الوطنية صارت «بوفيه مفتوح» للمجاملات، وهذا كله غير مهم... المهم «الربع ما يزعلون».
الهيئة العامة للرياضة قامت قبل موسمين «إن لم تخني الذاكرة» بزيادة دعم المحترفين إلى 200 ألف دينار. خطوة جميلة لكن لأن «الحلو ما يكملش» - كعادة قراراتنا - جاءت منقوصة. فقد تُركت للأندية حرية التصرف بالمبلغ دون إلزام أو آلية توزيع عادلة، فذهبت أغلبية الأندية لصرفها على كرة القدم فقط، ونسيت أن لديها ألعاباً جماعية أخرى مثل السلة واليد والطائرة، تستحق الدعم والتطوير، فصارت مشاركاتها تقتصر على المحليين. وهكذا أصبحنا نرى فرقاً تشارك بلا محترفين، أو بلا إعداد حقيقي، وتخسر بلا مقاومة، والنتيجة: تسفيه كامل للبطولات، وتحطيم لطموح اللاعبين الشباب، واستهلاك للدعم المالي دون جدوى.
السؤال الآن: إلى متى هذا الصمت؟ وأين دور الرقابة؟ هل يُعقل أن تستمر فرق كاملة بالمشاركة لمجرد تسجيل الحضور وتبرير الصرف، دون أي محاسبة على النتائج أو تقييم للمردود الفني، وإذا استمرت الرياضة تُدار بهذه العقلية - عقلية التنفيع والمجاملة - فانتظروا المزيد من الخسائر، والمزيد من الإحباط، والمزيد من اللاعبين الذين يتركون الملاعب مبكراً، لأن الرياضة التي لا تُدار بروح المنافسة والانضباط... تُصبح مجرد مسرح للترضيات.
بنلتي
إن لم تكن الرياضة مشروعاً وطنياً حقيقياً، فستبقى ساحة عبث، يتحكم بها «ربع يزعلون» وربع «ما يزعلون»... أما الجماهير فهي آخر من يُسأل!