حسين يفكر: مواقف على الهوا
أُقيم في بيروت قبل أيام ملتقى الإعلام العربي بدورته الحادية والعشرين، وسط حضور كبير من إعلاميين وشخصيات عربية معروفة، لكن ما لفت الأنظار لم يكن فقط جلسات الملتقى، بل بعض المواقف التي حدثت على الهواء وأثارت تفاعلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي. الحادثة الأولى كانت خلال مقابلة أجرتها مراسلة قناة «الجديد» اللبنانية مع الإعلامية المصرية هالة سرحان، إذ لم تتعرّف المراسلة على هالة، وسألتها بطريقة أظهرت وكأنها لا تعرف من تكون، ما تسبب في موجة انتقادات وسخرية من قبل المتابعين، لكن هالة سرحان أوضحت لاحقاً أن المقطع المنتشر كان «مجتزأ»، وأنها تعاملت بود مع المراسلة وقبلتها بعد المقابلة، مؤكدة أن ما حصل لا يستحق هذا التضخيم. أما الحادثة الثانية فكانت مع الأمين العام للملتقى الأستاذ ماضي الخميس، عندما قدّمته المراسلة على الهواء بصفته «الأمين العام لجامعة الدول العربية» بدلا من «الأمين العام لملتقى الإعلام العربي»، فتدارك ماضي الخميس الموقف بروح مرحة وقال مازحاً: «يمكن هذا فأل خير»، لكن الخطأ لاقى انتشاراً واسعاً، واعتبره كثيرون دليلاً على ضعف التحضير لدى بعض المراسلين.
هذه المواقف وإن بدت بسيطة، إلا أنها تفتح الباب للحديث عن ضرورة التدريب الجيد للمراسلين قبل المشاركة في مثل هذه الفعاليات الكبيرة، فمعرفة أسماء الضيوف وصفاتهم أمر أساسي لأي إعلامي، ولو كان مبتدئاً، خصوصاً في زمن تنتشر به المقاطع بسرعة، ويتحوّل أي خطأ إلى مادة للنقاش والسخرية.
ورغم هذه الأخطاء، فقد نجح الملتقى في مناقشة موضوعات مهمة حول الإعلام العربي ومستقبله، وشارك فيه عدد من الوجوه المعروفة في الوسط الإعلامي من مختلف الدول، لكن الدرس الأهم الذي خرج به كثيرون من هذا الحدث، هو أن الاحتراف الإعلامي لا يقاس فقط بالمؤتمرات والجلسات، بل بكيفية التعامل مع المواقف البسيطة أمام الكاميرا، لأن الجمهور اليوم لا يرحم الأخطاء، خصوصا في عصر السرعة والسوشيال ميديا!! ختاماً، شكراً للأستاذ ماضي الخميس على نجاح الملتقى الإعلامي، ورسالة لكل المراسلين، اعرف الضيف قبل اندفاعك، لأن السعي وراء مشروع إعلامي ناجح لا يأتي بالفعل الخاطئ، بل باقتناص الفرص بشكل صحيح.