شوشرة: إصلاح وعلاج

نشر في 14-11-2025
آخر تحديث 13-11-2025 | 17:42
 د. مبارك العبدالهادي ليس من العيب أو المعيب إصلاح النَّفس، وإيجاد أي سُبل لعلاج أخلاق البعض، بعد أن انحرفت عن المسار، وأصبحت في شتات، خصوصاً أؤلئك الذين لا همَّ لهم سوى الاصطياد في الماء العكر، والبحث عن أي خطأ، ليبدأوا حملة الترويج، وغيرها من الأساليب التي ليست من قِيمنا أو عاداتنا وتقاليدنا، بل تكشف عن مرضٍ حقيقي يعانونه من دون أن يعلموا بذلك، وهؤلاء أبسط وسيلة لعلاجهم هي تسخير كل الجهود لإقناعهم بالتوجه إلى أقرب دكتور نفسي، قبل أن يتأزم وضعهم، ويُصبح من الصعب تلافي هذه المشكلة. فهناك مَنْ أصبح ينتقل هنا وهناك فقط من أجل القيل والقال، لأنهم يجدون ملاذهم في النميمة والحديث الذي لا يعف اللسان منه عن العديد من الأمور السيئة التي حذَّر منها ديننا الحنيف، ونهت عنها الأعراف، ورفضتها العادات والتقاليد، ومنعتها كل الأخلاقيات الحميدة، لأنها ليست من صفات الصالحين، الذين يفترض بهم أن ينأوا بأنفسهم عن الدخول في شؤون الغير، والترفع بأخلاقهم، لتكون أسمى من النزول إلى القاع، والسقوط في مستنقع النميمة، التي أصبحت صفة تلازمهم، ودعت الآخرين للابتعاد عنهم والحذر منهم، حتى لا يُصبحوا ضمن ضحاياهم. فهؤلاء للأسف الشديد يتظاهرون بالصفات الحميدة، وغيرها من الأمور، ويتسابقون للفرائض، لكنهم ما إن ينتهوا من أدائها، حتى يتناسوا ذلك، ويبدأوا الخوض مجدداً في عادتهم السيئة، ويغوصوا في بحور أسرار ضحاياهم، وغيرها من الأمور التي جزء كبير منها هدفه التشويه والتشهير وتأليف القصص التي يسردونها عادةً من وحي مخيلتهم، حتى يُمارسوا أفلامهم التي لا تنتهي. وما إن تواجههم بذلك، وبأن هذا الأمر مخالف شرعاً، حتى تبدأ مبرراتهم، بأن الهدف هو إصلاح شؤون ضحاياهم، وإيجاد السُّبل لمنعهم من الوضع الذي هُم فيه، رغم أنهم بحاجة لإصلاح حالهم، بدلاً من نسج الخيال الذي يتحوَّل إلى فضائح ودمار، فهناك مَنْ تدمَّرت حياته الزوجية بسبب هؤلاء، والعديد من الخلافات نشبت بين الأشقاء نظير ذلك، وأصدقاء هجروا بعضهم بسبب الدخلاء الذين يعتاشون على تدمير العلاقات، ويحقدون من سعادة الآخرين، ويرفضون أن تسود المحبَّة والمودة والأخوة والصداقة بين الناس، لأن نفوسهم المريضة تعاني الحقد والكراهية اللذين تترجمانه أفواههم النتنة، التي تستمد ذلك من سواد قلوبهم.
إن هؤلاء المرضى يجب أن يتداركوا الأمر، ويعلنوا حالة الطوارئ في نفوسهم، لتطهيرها، والعودة إلى ديننا الحنيف، واللجوء كذلك إلى أطباء متخصصين يساعدونهم على التخلص من هذه العادة السيئة والمرض الذي سيستشري مع استمرار الوقت، ويستفحل، ويُصبح داء.
آخر السطر:
لكل داء دواء، وتطهير النَّفس ومراجعتها ونفض الترسبات عنها خير علاج.
back to top