برّاك: دمشق ستواجه حزب الله و«الحرس»... و«حماس»
فيدان: تركيا تسعى لتحقيق توازن بين سورية وإسرائيل
غداة إعلان التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، عن انضمام سورية رسمياً إلى صفوفه لتصبح العضو رقم 90 فيه، كشف المبعوث الأميركي توم براك، اليوم، عن تحوّل حاسم في التاريخ الحديث بمنطقة الشرق الأوسط، شمل انتقال دمشق من العزلة إلى الشراكة، ومن مصدر للإرهاب إلى شريك استراتيجي في مكافحته.
وفي استعراض شامل لنتائج زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع للبيت الأبيض ولقائه التاريخي بالرئيس دونالد ترامب، كتب براك، على منصة «إكس»، «دمشق ستساعدنا بشكل فعال في مواجهة وتفكيك بقايا تنظيم داعش، والحرس الثوري الإيراني، وحركة حماس، وحزب الله، وغيرها من الشبكات الإرهابية لتصبح شريكاً أساسياً في الجهود الدولية الرامية إلى إرساء السلام».
وأضاف: «شهدنا في المكتب البيضاوي التزام الشرع بالانضمام إلى التحالف الدولي ضد داعش، وهو ما يمثل تحولاً تاريخياً لسورية من مصدر تهديد إلى شريك في مكافحة الإرهاب، مع التزام واضح بإعادة الإعمار والمساهمة في استقرار المنطقة كلها».
وأكد أن زيارة أول رئيس سوري للولايات المتحدة منذ استقلال بلاده عام 1946 تمثل نقطة تحول في مسار الشراكة الاستراتيجية والعلاقات الثنائية، مشدداً على أن إلغاء قانون قيصر سيكون خطوة أساسية نحو إعادة ازدهار سورية، وأوضح أن لقاء ترامب والشرع اتسم بالود والموضوعية، وأكد قناعتهما المشتركة بضرورة الانتقال من القطيعة إلى التواصل، ومنح الشعب السوري فرصة حقيقية للتجديد.
وأشار براك إلى أن هناك تحالفا موسعا بين قطر والسعودية وتركيا، يدعم عودة الدولة السورية الوطنية للمنطقة بأسرها، بجميع مكوناتها القبلية والدينية والثقافية، مؤكدا أن إدارة ترامب تضع أسس إعادة تنظيم تقوم على مبدأ «الأمن أولاً، ثم الرخاء»، مستقبل لا تحدده ظلال الماضي بل يفتح آفاقاً جديدة من الأمل، مشيراً إلى أن الخطوة التالية في إطار «منح سورية فرصة حقيقية» هي الإلغاء الكامل لقانون قيصر.
ودعا الكونغرس إلى اتخاذ هذه الخطوة التاريخية، موضحاً أنه تم قطع شوط طويل، لكن المرحلة الراهنة تتطلب دفعة قوية أخيرة لتمكين الحكومة السورية الجديدة من إعادة تنشيط اقتصادها، وتمكين الشعب السوري ودول المنطقة من تحقيق الازدهار.
وبين أن وزراء خارجية الولايات المتحدة ماركو روبيو وسورية أسعد الشيباني وتركيا هاكان فيدان رسموا على هامش زيارة الشرع ملامح المرحلة المقبلة من التعاون الثلاثي، والتي تشمل دمج قوات «قسد» في البنية الاقتصادية والدفاعية والمدنية السورية الجديدة، وإعادة تعريف العلاقات التركية–السورية–الإسرائيلية، وتعزيز التفاهمات لدعم وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حماس»، إضافة إلى معالجة قضايا الحدود اللبنانية.
بدوره، أكد فيدان أنه بحث في واشنطن سبل تحقيق التوازن الأمني بين سورية والاحتلال الإسرائيلي، من خلال التوصل إلى تفاهم لتبديد مخاوف دول المنطقة بهذا الشأن، كما رحب بانضمام سورية إلى التحالف الدولي لمحاربة «داعش».
وفي ظل تزايد التقارب بين ترامب والشرع، أعلن قائد القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) الأدميرال براد كوبر أن قواته ساعدت في تنفيذ أكثر من 22 عملية عسكرية ضد «داعش» بسورية، «وقللت قدرته على شن عمليات محلية وتصدير العنف إلى جميع أنحاء العالم».
وأوضح كوبر، في بيان أمس، أن «قوة عملية العزم الصلب، نفذت العمليات بالتنسيق مع شركاء سوريين في الفترة من 1 أكتوبر إلى 6 نوفمبر، ما أسفر عن مقتل خمسة من عناصر داعش وأسر 19 آخرين».
وقال: «نجاحنا في مواجهة تهديد داعش في سورية إنجاز بارز، وسنواصل ملاحقة فلوله بقوة، بالتزامن مع العمل مع التحالف الدولي لضمان استمرار المكاسب التي تحققت ضد التنظيم في العراق وسورية، ومنعه من تجديد نشاطه أو تصدير هجماته الإرهابية إلى دول أخرى».
وفي تطور مواز، أرسل الشرع وزير خارجيته إلى بريطانيا لبحث إعادة تفعيل العلاقات الدبلوماسية المجمدة منذ أكثر من عقد، واستئناف الحوار حول الحلول الإقليمية للأزمة السورية ودور لندن في دعم الاستقرار.
وبعد لقائه عدداً من أبناء الجالية السورية في لندن، قال الشيباني، في أول حضور رسمي من هذا المستوى منذ أكثر من عقد، «بعد سنوات من العزلة التي فرضها نظام الأسد الكيماوي، نعيد اليوم افتتاح السفارة السورية في لندن»، مؤكداً أن «سورية تعود إلى العالم بهويتها الحرة».
داخلياً، أعلنت وزارة الداخلية اليوم القبض على محمود علي أحمد، أحد سجاني سجن «صيدنايا» المعروف باسم «المسلخ البشري»، مؤكدة أنه تم ضبطه في محافظة حلب استنادا إلى مذكرة توقيف صادرة عن النيابة العامة لتنفيذه إعدامات ميدانية.
وفي اللاذقية، أصيب ثلاثة من قوى الأمن الداخلي باشتباكات مع «فلول النظام البائد» قرب بلدة جبلة، وأكدت وزارة الداخلية القبض على قائد «لواء القدس»، الموالي للأسد، شادي عدنان آغا، قائلة إنه متورط في ارتكاب جرائم حرب بحق المدنيين في مناطق متفرقة من خاصة حلب.
كما ألقت قوات الأمن القبض على مجموعة ثانية مؤلفة من 13 عنصراً في كمين محكم في منطقة الشيخ بدر بريف طرطوس.