رياح وأوتاد: خريجو الشريعة وفتاوى الجهاد

نشر في 13-11-2025
آخر تحديث 12-11-2025 | 19:47
 أحمد يعقوب باقر

في مساجد الكويت الآن 4500 إمام ومؤذن منهم 75 كويتياً فقط، حيث قامت وزارة الشؤون الإسلامية بتعيين إمامين أو مؤذنين في المسجد الواحد، ومع ذلك يشتكي كثير من المصلين من غياب الإمام أو المؤذن، مما يدل على أن هذه الزيادة أدت إلى التراخي في الحضور واعتماد بعضهم على الآخر. وقد علمت قبل يومين أن الوزارة أعدت نظاماً جديداً لتشجيع الكويتيين خريجي الشريعة على شغل هذه الوظائف يحتوي مسميات جديدة وترقيات وحوافز معينة وكذلك عقوبات على عدم الالتزام، ولاشك انه توجه محمود ويجب تقييمه بعد إقراره للتحقق من جدواه ومدى قضائه على السلبيات الموجودة.

وهناك اقتراح نقله إليَّ أحد الأئمة المخضرمين وهو أن يعيَّن في كل مسجد إمام واحد ومؤذن واحد، ويعيَّن إمام ومؤذن أو أكثر احتياطيين في كل منطقة سكنية، بحيث يستدعى الامام أو المؤذن الاحتياطي مكان من لا يتمكن من الحضور من الأئمة والمؤذنين الذي عليه أن يخطر الاحتياطي قبل غيابه، وحيث إن عدد المساجد في كل منطقة بين خمسة وعشرة مساجد فبالتالي تكون أعداد الأئمة والمؤذنين والاحتياطيين أقل بكثير من الأعداد الحالية، وهذا الاقتراح يؤدي إلى مزيد من التزام الأئمة والمؤذنين بواجبهم، وهو اقتراح وجيه يجدر بالوزارة دراسته.

***

هناك من يعتقد أو يكتب أو يشيع أن القانون 44 لسنة 1994 أعطى المتجنس حق الترشح وبالتالي أصبح المتجنسون أكثرية في المجلس، وهذا خطأ شنيع، لأن الدستور منع المتجنس من الترشح إلى الأبد، ولكنه أعطى هذا الحق لابن المتجنس الذي ولد بعد اكتساب أبيه الجنسية الكويتية لأنه ولد بصفة أصلية وله حق الترشح.

وبنظرة فاحصة لجنسيات أعضاء المجالس الأخيرة نجد أن عدد هؤلاء الأبناء لا يتجاوز اثنين في أي مجلس، فهل هذا الادعاء نتيجة للجهل أم أنه مقصود ويخالف الواقع والقانون؟

***

• قبل سنوات وإلى فترة قريبة كانت فتاوى كبار العلماء أمثال ابن باز وابن عثيمين - رحمهما الله- وغيرهما، التي تدعو إلى تحرير فلسطين بالجهاد وبالتضامن بين المسلمين وإعداد القوة وتأييد أطفال الحجارة والدعوة لمقاطعة البضائع الصهيونية وتحكيم الشريعة تملأ الفضاء الإعلامي العربي والإسلامي وتنُشر وتتداول بكثرة، وكل هذه الفتاوى محفوظة عندي وفي «اليوتيوب»، ولكني لاحظت في الآونة الأخيرة أن أمثال هذه الفتاوى لم تعد تنتشر بين المدونين الحاليين بالكثرة السابقة، في حين انتشرت فتاوى الهجوم على «حماس» و«الجهاد» والحركات الإسلامية بشكل ملحوظ، ولا شك أن من الأهمية بيان أخطاء أي حركة إسلامية وغيرها إذا اخطأت، ولكن مع ضرورة أن يتم نشر وبالقدر الأكبر الحكم الشرعي والفتاوى عن خطر وعداوة الصهيونية، وعن ضرورة جهاد ورد عدوان الصهاينة، لأنه الأخطر الأعظم شرعاً وسياسياً واقتصادياً، فماذا حدث؟

back to top