في المرمى: الشطي وأمثاله ضحية فوضى الأندية

نشر في 12-11-2025
آخر تحديث 11-11-2025 | 20:26
 عبدالكريم الشمالي

في مشهد يتكرر كثيراً في كرتنا المحلية، يعود اسم المدرب الوطني ناصر الشطي إلى الواجهة من جديد، بعد أن تخلى النادي العربي عن خدمات مدربه البرتغالي ماركو ألفيس وطاقمه الفني، ليبدأ الحديث مجدداً عن المدرب الكويتي الذي كثيراً ما يُستخدم ك «حل طوارئ»، أو خيار خلف الستار، بينما يُمنح الأجنبي الصدارة بكل ظروفه وامتيازاته.

الشطي، الذي قدّم فريقاً مقنعاً وممتعاً مع العربي في الموسم الماضي، وتمكن من إعادة الروح للفريق في ظروف لم تكن سهلة، لم يُمنح الفرصة لاستكمال مشروعه الفني. لم يحقق بطولة، نعم، لكنه شكّل فريقاً له هوية هجومية، وتطور ملحوظ في الأداء وعناصر شابة نمت وتطورت تحت قيادته، وهذا بحد ذاته إنجاز يستحق الدعم والمواصلة، وبدلاً من أن يُكافأ، تم الاستغناء عنه.

انتقل لاحقاً إلى السالمية في بداية هذا الموسم، بحثاً عن فرصة جديدة لإثبات نفسه، لكن الظروف هناك كانت أقسى، والتجربة لم تدم طويلاً، فالنادي يعاني على كل الصعد: إدارية، مالية وبلا رؤية واضحة، فكانت النتيجة متوقعة: مغادرة مبكرة دون حتى الحاجة إلى بيان توضيحي. غادر الشطي دون ضجيج، وكأن شيئاً لم يكن، رغم أن الأسباب كانت واضحة للجميع، حتى وإن لم يُفصح عنها رسمياً.

ناصر الشطي اليوم ليس مدرباً عاطلاً ينتظر الفرصة، بل هو حالة رمزية للظلم والإجحاف بحق المدرب الوطني الذي يعيش وسط زحمة «الموضة القديمة» بالميل للمدرب الأجنبي، حتى وإن كان الأخير بلا سيرة أو إنجاز، وهو ليس حالة فردية، بل هو مثال صارخ لابن البلد الذي لا يُمنح الثقة، ولا يُصبر عليه، بينما يُمنح الأجنبي كل الوقت والمبررات حتى وهو يتخبط.

بنلتي

إذا كنا فعلاً نبحث عن مشروع كروي حقيقي، فلنبدأ بإيمان حقيقي بكفاءاتنا الوطنية، وليكن أول بند فيه: احترام المدرب الوطني «المميز» ومنحه الثقة، لأن «الشطي وأمثاله» ليسوا عبئاً على اللعبة... بل طاقات معطلة تنتظر من يراها بعين الإنصاف، لا بعقدة الأجنبي.

back to top