العراقيون يختارون نوابهم... وتوازنات معقّدة تحدد «الفائز الحقيقي»
أدلى العراقيون بأصواتهم، امس، لاختيار برلمان جديد، في انتخابات تراقبها عن كثب طهران وواشنطن، ومن شأنها أن تحدد مستقبل البلاد إبّان مرحلة إقليمية حاسمة.
وشهدت الساعات الأولى من الاقتراع إقبالاً متبايناً في عدة مناطق، وبلغت نسبة الإقبال حتى منتصف النهار 23 بالمئة، وتزايد الإقبال مع اقتراب موعد إغلاق صناديق الاقتراع، فيما أكدت السلطات الأمنية سير العملية الانتخابية بسلاسة ودون خروقات تُذكر. ويتوقع أن تُعلن النتائج الأولية اليوم أو غداً بحد أقصى.
ووسط مقاطعة مؤثرة للتيار الصدري، بزعامة مقتدى الصدر، يتنافس رئيس الوزراء الحالي محمد السوداني والأسبق نوري المالكي على منصب رئيس الوزراء، في سباق ترتبط نتائجه الى حد واسع بتوازنات معقدة محلية وإقليمية ودولية.
والأكثرية الشيعية ليست منقسمة بشكل عمودي بين السوداني الذي يقود ائتلاف الإعمار والتنمية، وائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي، حيث هناك قوى شيعية أخرى تشارك بشكل مستقل، بينها حركة «الصادقون» التابعة لقيس الخزعلي، ومنظمة «بدر» بزعامة هادي العامري، وحركة «حقوق» المقربة من كتائب حزب الله، الى جانب تحالف قوى الدولة الوطنية بزعامة السياسي ورجل الدين البارز عمار الحكيم.
ويخوض سنّة العراق الانتخابات بقوائم منفصلة، تتصدرها قائمة «تقدم» التي يقودها زعيم حركة تقدم، رئيس البرلمان السابق محمّد الحلبوسي، ويتوقّع أن تحقق فوزاً كبيراً.
والمنافس الرئيسي لهذه القائمة هو «تحالف السيادة» بزعامة رجل الأعمال السني خميس الخنجر، ورئيس البرلمان محمود المشهداني.
وتشارك قائمة سنية ثالثة بارزة هي «تحالف العزم»، ويتزعّمها رجل الأعمال مثنى السامرّائي.
على الجبهة الكردية، يمثل الحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة بافل طالباني، نجل الرئيس العراقي الراحل جلال طالباني، أبرز متنافسَين في إقليم كردستان العراق.
ويقول خبراء ومراقبون، إن الفائز الحقيقي في الانتخابات، لا يتحدد فقط بعدد المقاعد التي يحصل عليها كل حزب أو ائتلاف، بل يتأثر بمزيج معقّد من المحاصصة الطائفية والعرقية، والعلاقات مع قوى إقليمية ودولية.
وحسب التفسيرات الجدلية للمادة 76 من الدستور العراقي، فإن «الكتلة الأكبر في البرلمان» هي التي تسمّي رئيس الوزراء، أي الشخص القادر على إقناع أكبر عدد من القوى الأخرى بالانضمام له سيكون هو الفائز بالمنصب، حتى لو كان ائتلافه لم يحصل على العدد الأكبر من الأصوات. وتؤدي المحاصصة الطائفية والعرقية وعوامل إقليمية ودولية دوراً بارزاً في تشكيل التحالفات.