إمدادات النفط الصخري تدعم المعروض العالمي من الخام... وعجز في الأفق
توقعات بانخفاض الاستثمار في الاستكشاف بنسبة 6%
بعد عقدٍ من تراجع قطاع الطاقة بالعالم في البحث عن نفط جديد، هناك تحذيرات قوية من نقص عالمي في النفط يلوح في الأفق. وفي هذا الإطار، دعا العديد من مراقبي السوق النفطي إلى ضرورة العودة إلى الإنفاق على الاستكشاف والإنتاج مع استمرار نمو الطلب العالمي على النفط، كونهم يرون أن الاستثمار الحالي منخفض جدا.
وبالنظر الى مرور عقد من الزمان لم يستكشف فيه النفط، فإنه سيترتب على ذلك تأثير كبير قد يصل الى أزمة في المعروض.
وقال بعض الخبراء إنه خلال العام الحالي ما بين 80% و90% من النمو جاء من النفط الصخري. وإذا نظرنا إلى السنوات ال15 المقبلة، فمن المرجح أن يصل النفط الصخري إلى مرحلة الركود ثم يتراجع، متسائلين من أين سنجلب نفطا إضافيا لتلبية الطلب؟
ولعل شركات النفط الكبرى قامت بتخفيض إنفاقها على الاستكشاف والإنتاج منذ انهيار الأسعار عام 2014، فضلا عن تأثرها بتوقعات التحول السريع في مجال الطاقة بعيدا عن الوقود الأحفوري.
ومن المتوقع أن يكون هناك انخفاض في الاستثمار في استكشاف وإنتاج النفط والغاز بنسبة 6% ليصل إلى 420 مليار دولار، وفقا لوكالة الطاقة الدولية، وهو أول انخفاض سنوي منذ الركود المرتبط بفيروس كورونا عام 2020.
وبدلاً من الإنفاق ببذخ على مشاريع معقدة وصعبة، ركز القطاع على حفر مكامن منخفضة التكلفة في محاولة لتلبية الطلب، ومع ذلك يعتقد العديد من المحللين الآن أن استهلاك النفط سيكون أقوى مما كان متوقعا سابقا، نظرا لتباطؤ التحول إلى الطاقة النظيفة.
وعلى هذه الحسابات ونتيجة لذلك فقد قدر بعض المراقبين عجزا عالميا في المعروض النفطي يقارب 10 ملايين برميل يوميا بحلول عام 2040.
ويرى محللون أنه وبما أن تشغيل المشاريع الجديدة يستغرق عادة من خمس إلى سبع سنوات، فإن مستقبل إمدادات العالم يعتمد على الإجراءات التي تتخذها الشركات الآن.
وإذا كانت هناك مراقبة لقرارات الاستثمار النهائية، فإنه يمكن ملاحظة انخفاض كبير في القرارات والمشاريع المطروحة في السوق
وفي الوقت الحالي يواجه السوق مشكلة معاكسة، من المتوقع أن تنخفض أسعار النفط إلى ما دون 60 دولارا للبرميل العام المقبل، حيث يتوقع المحللون فائضا في المعروض مع زيادة دول أوبك+ إنتاجها في إطار معركة على حصة السوق.
ومع ذلك، تعكس تعليقاته قلقا متزايدا في القطاع بشأن الاحتياطيات والإمدادات طويلة الأجل، حيث أعلنت كل من بي بي وشيفرون وإكسون موبيل وتوتال إنرجيز مؤخرا عن رغبتها في تكثيف عمليات الاستكشاف والإنتاج، حيث ينصح البعض من المحللين بضرورة «المزيد من الاستكشاف» على أساس أن هناك فراغا يجب ملؤه»، مشيرين الى أن ربع الاستهلاك العالمي السنوي من النفط فقط يعوض من خلال الاكتشافات الجديدة.
وأخيرا وليس آخرا فإن الاستثمار وحده لن يحل المشكلة برمتها، بل يجب العمل على البحث واستكشاف المكامن الأكبر حجما لتلبية الطلب المتوقع.