وجهة نظر: فقاعة الذكاء الاصطناعي

نشر في 12-11-2025
آخر تحديث 11-11-2025 | 18:05
 حسان فوزي بيدس

تعثَّرت أسواق الأسهم الأميركية الخميس الماضي، بعدما انخفضت أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى، مما سحب المؤشرات الرئيسية إلى المنطقة الحمراء. فقد كان قطاع التكنولوجيا المُحرِّك الأساسي لأسواق المال طوال العام، لكنه قاد موجة الهبوط الأخيرة، ودفع جميع المؤشرات الرئيسية إلى التراجع.

فقد انخفض مؤشر ستاندرد أند بورز 500 بنسبة 1.1 في المئة، فيما تراجع مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0.8 في المئة. أما مؤشر ناسداك المُركَّب، الذي يضم نسبة كبيرة من أسهم التكنولوجيا، فقد كان الأكثر تضرراً، حيث هبط بنسبة 1.9 في المئة.

وكانت بعض أكبر شركات التكنولوجيا من بين أبرز الخاسرين. فعلى سبيل المثال، تراجعت أسهم «إنفيديا» بنسبة 3.7 في المئة، وانخفضت أسهم «مايكروسوفت» 2 في المئة، فيما هبطت أسهم «أمازون» 2.9 في المئة. ونظراً لقِيم هذه الشركات السوقية الضخمة، فإن لها تأثيراً كبيراً على الاتجاه العام للسوق.

وضخت شركات التكنولوجيا العملاقة مئات المليارات من الدولارات بقطاع الذكاء الاصطناعي، مراهنةً على أنه سيعيد تأهيل معظم القطاعات الاقتصادية، ويقود النمو بالمستقبل. لكنّ مستثمرين بدأوا يشككون إذا بالفعل ستتحوَّل هذه الاستثمارات الهائلة لأرباحٍ ملموسة. فحجم هذا القطاع الضخم يُثبت أن الاقتصاد سيحتاج لتغيُّرات كبرى لتبرير هذا الإنفاق. 

ومع تصاعد الاهتمام بقطاع الذكاء الاصطناعي، وصلت تقييمات بعض الشركات التكنولوجيا إلى مستويات قياسية. فقد اقتربت القيمة السوقية لكل من «إنفيديا» و«أبل» و«مايكروسوفت» من حدود خمسة تريليونات دولار للمرة الأولى.

أما ما يُعرف بمجموعة «الشركات السبع المذهلة» (أبل، غوغل ألفابت، أمازون، مايكروسوفت، إنفيديا، ميتا، تسلا)، فلم يسبق أن كانت لها هيمنة على «وول ستريت» كما هي اليوم. فوفقاً لبيانات «داو جونز ماركت داتا»، فإن القيمة السوقية المُجمَّعة لهذه الشركات تمثل نحو 38 في المئة من إجمالي مؤشر ستاندرد أند بورز 500. وهذا يعني أن تحرُّك سهمٍ واحد منها قد يؤثر بشكلٍ ملموس على المؤشرات بأكملها.

ورغم سُمعة هذه الشركات في امتلاك ميزانيات قوية واحتياطيات نقدية كبيرة، فقد بدأت العديد منها في زيادة الاقتراض لتمويل طموحاتها المكلفة في مجال الذكاء الاصطناعي. فقد أصدرت «ميتا» سندات بقيمة 30 مليار دولار، فيما أصدرت «أوراكل» سندات بقيمة 18 مليار دولار، وكلتاهما بهدف دعم توسعهما في هذا القطاع.

وفي الختام، فإن التقلبات الواضحة بالأسواق لم تؤدِّ إلى تخلي المستثمرين عن تفضيلهم للاحتفاظ بأسهم هذه الشركات التكنولوجيا الكبرى المدرجة، حيث لا تزال تحظى بثقةٍ واسعة، رغم هواجس بعض المستثمرين.

back to top