الأمير يكرّم المعلمين

• تكريم سموه شمل المدارس المتميزة بحضور ولي العهد ورئيس الوزراء وكبار مسؤولي الدولة
• الطبطبائي لصاحب السمو: نعاهد سموكم على المضي في الإصلاح لبناء جيل يفاخر بعلمه وانتمائه

نشر في 12-11-2025
آخر تحديث 11-11-2025 | 21:02

برعاية وحضور سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، أقيم صباح امس حفل تكريم كوكبة من المعلمين والمدارس المتميزة بمناسبة اليوم العالمي للمعلم للعامين الدراسيين (2023 2024) (2024 2025)، وذلك على مسرح الشيخ عبدالله الجابر الصباح في جامعة عبدالله السالم بمنطقة الشويخ.

وقد وصل موكب سموه إلى مكان الحفل، حيث استُقبل بكل حفاوة وترحيب من قبل وزير التربية سيد جلال الطبطبائي والقائمين على الحفل.

وشهد الحفل سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، ورئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ أحمد العبدالله، وكبار المسؤولين بالدولة.

وتفضل صاحب السمو بتكريم المحتفى بهم من المعلمين والمعلمات والمدارس المتميزة.

وبدأ الحفل بالنشيد الوطني ثم تلاوة آيات من الذكر الحكيم، بعدها ألقى وزير التربية كلمة بهذه المناسبة جاء فيها: من دواعي الفخر والاعتزاز أن أقف بين يدي سموكم الكريم في مناسبة نحتفي فيها بالمعلم رمز العطاء وصانع الأجيال تحت رعايتكم السامية التي تجسّد تقدير الدولة للعلم وأهله، وإيمانها العميق بأن التعليم هو طريق العزة، وأن المعلم هو عماد النهضة وسند الهوية الوطنية.

وقال الطبطبائي: يشرفني في هذا المقام أن أرحب بسموكم وبالحضور الكريم من أصحاب السمو والمعالي والقيادات التربوية والمعلمين والمعلمات المكرمين والضيوف الأفاضل، مقدّراً تشريفكم ومشاركتكم هذا الحفل الذي نكرم فيه حماة الفكر وبناة العقول، أولئك الذين جعلوا من التعليم رسالة ومن الإخلاص طريقاً ومن الوطن غاية سامية.

توجيهات سامية

وأضاف: لقد كانت توجيهاتكم السامية نبراساً نهتدي به في مسيرتنا التربوية، إذ أكدتم أن بناء الإنسان هو الاستثمار الأسمى للوطن، وأن نهضة الكويت تبدأ من مدرسة تنمّي الفكر وتغرس الانتماء وتجذر القيم الأصيلة في عقول الأبناء وسلوكهم.

وتابع: انطلاقاً من دعم سموكم وتوجيهات القيادة السياسية الرشيدة جعلت وزارة التربية الهوية الوطنية محوراً رئيسياً في خططها ومناهجها لتنشئة جيل يعتز بوطنه، وينفتح على العالم بثقة بأصالته.

وأوضح أن أثر هذه الرؤية قد امتد ليشمل نحو 600 ألف طالب وطالبة في مدارس الكويت الحكومية، حيث انطلقت عجلة تطوير المناهج الدراسية بسواعد وطنية من أهل الخبرة والاختصاص من معلمين وموجهين ورؤساء أقسام مخلصين.

ثمار العطاء

وأشار إلى أنه «نرى اليوم بيننا بعضاً منهم يحصدون ثمار عطائهم وإخلاصهم في خدمة رسالة التعليم والوطن، فمنهم من شارك في فرق التأليف وإعداد المناهج الجديدة، ومنهم من أسهم في تدريب زملائه المعلمين على أساليب التطبيق الحديثة، ومنهم من كان في طليعة الميدان لتنفيذ الخطط التطويرية بروح من المبادرة والإخلاص ليكونوا جميعاً قدوة في العطاء ونموذجاً في التفاني والالتزام».

ولفت الطبطبائي إلى أنه «في هذه المناسبة المباركة يُتوج عطاؤهم بتشريفكم السامي يا صاحب السمو، تكريماً لعطائهم النبيل وتقديراً لدورهم المشرّف في بناء الإنسان الكويتي، وغرس قيم الانتماء والهوية الوطنية في نفوس أبنائنا وبناتنا».

عجلة تطوير المناهج الدراسية انطلقت بسواعد وطنية من أهل الخبرة

خطة إصلاح

وأكد أنه سعياً لمواكبة توجيهات سموكم في تطوير التعليم، تمضي وزارة التربية بثبات في تنفيذ خطة إصلاح التعليم 2025 2027، التي تترجم رؤية الدولة نحو تعليم نوعي يواكب التطلعات الوطنية.

وبيّن أن هذه الخطة ارتكزت على محاور إصلاحية شاملة تشمل الجوانب الإدارية والمالية والتعليمية لتعزيز الحوكمة وترسيخ مبادئ الشفافية والانضباط وإغلاق مواطن الهدر المالي التي ترهق الميزانية بما يسهم في تطوير منظومة العمل المؤسسي وجعلها أكثر كفاءة واستدامة.

الشراكة مع «OECD» 

وأردف: كما أولت الوزارة اهتماماً خاصاً بالتعاون الدولي، ففتحت آفاق الشراكة مع منظمات عالمية رائدة في مقدمتها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD لتبادل الخبرات والاستفادة من الممارسات الحديثة في دعم تنفيذ المنهج الوطني وفق المعايير العالمية، وبما يرفع جودة التعليم في دولة الكويت والارتقاء بالكوادر التعليمية الوطنية عبر مشروع رخصة المعلم، بما يعزز كفاءة الأداء ويرتقي بجودة مخرجات التعليم.

واستطرد الطبطبائي: كما أن الوزارة تسير بخطى متسارعة في التحول الرقمي للخدمات التعليمية والإدارية وتحديث البنية التحتية للمدارس والتوسع المعماري في المدن الجديدة، لتوفير بيئة تعليمية محفزة على الإبداع والعطاء.

وشدد على أن ما يتحقق اليوم من خطوات إصلاحية هو ثمرة دعمكم السامي ورعايتكم الكريمة لمسيرة التعليم التي جعلت منه أولوية وطنية واستثماراً في مستقبل الكويت.

رفع مكانة التعليم

ولفت إلى أن وزارة التربية تواصل عملها بعزم وإخلاص لرفع مكانة التعليم الكويتي بين الأنظمة التعليمية المتقدمة بروح من التعاون والتكامل بين أبناء الميدان التربوي الذين جسّدوا أرقى صور الالتزام والمهنية في تنفيذ التطورات التعليمية الجديدة إيمانا برسالتهم في بناء الإنسان الكويتي الواعي والمبدع، مؤكداً أن «التربية» ستبقى ثابتة على نهجها في الإصلاح والتطوير وفاء لتوجيهات سموكم السامية، وتجسيداً لرؤية «كويت جديدة 2035» القائمة على الإنسان المبدع عماد التنمية وركيزة النهضة.

الطبطبائي: تطوير التعليم يمضي بثبات في تنفيذ خطة الإصلاح 2025-2027

رسالة الأنبياء

ووجّه الوزير الطبطبائي رسالة إلى المعلمين والمعلمات قال فيها: لقد حملتم رسالة الأنبياء ومنحتم ميادين العلم عطاء لا ينضب، فكنتم القدوة في الإخلاص والنموذج في البذل وصوت الإلهام الذي يوقظ العقول وينير الدروب، إن كل نجاح يحققه طلابنا وكل إنجاز تربوي يسجل باسم الكويت وراءه معلم مؤمن برسالته مخلص في عطائه يصوغ للوطن مجده ويصنع مستقبله.

وأضاف: شكراً لكم معلمينا ومعلماتنا بقدر ما علمتم فألهمتم، وبقدر ما ربيتم فغرستم، وبقدر ما آمنتم بأن التعليم رسالة لا تنتهي، وشكراً من كل قلب تعلّم منكم ومن كل عقل صغتم ملامحه بالعلم والنور.

تكريم للكويت

واعتبر أن تكريم سمو الأمير السامي للمعلمين هو في جوهره تكريم للكويت ورسالتها وتجسيد لإيمانكم الراسخ بأن التعليم هو طريق الازدهار، وأن الهوية الوطنية هي السياج الذي يحفظ هذا الطريق.

وفي ختام كلمته، قال: نعاهد سموكم أن نمضي على نهج الإصلاح بخطى ثابتة مخلصين للوطن عاملين على بناء جيل يفاخر بعلمه وانتمائه ويرفع راية الكويت عالية في كل ميدان، مستطرداً: حفظكم الله ورعاكم وسدد خطاكم لما فيه خير الوطن والمواطنين، وحفظ الله الكويت دار أمن وأمان، ورفعة وازدهار وشعبها الكريم في ظل قيادتكم الحكيمة ورعايتكم السامية.

لقطات

• عرض فيلم قصير بعنوان «القادة المعلمون» عن نشأة التعليم ومسيرته بدولة الكويت وتطور مناهجه ودور المعلم ورسالته في تعزيز القيم الوطنية وتنمية الاوطان، وأنشودة بعنوان «دمت معلماً».

• تم إهداء سمو الأمير هدية تذكارية بهذه المناسبة.

• غادر صاحب السمو مكان الحفل بمثل ما استُقبل به من حفاوة وتقدير.

التكريم أمنية سامية ووسام شرف  

وصف المعلم خليل سعود الحربي، تكريم صاحب السمو لأبنائه المعلمين والمعلمات بجميع فئاتهم ونخبهم، بأنه «أمنية سامية» طالما تاق الجميع لنيلها، وقال «إن وجود سموكم هو ما جعل هذه الأمنية واقعاً، ونحن اليوم سعداء بما تحقق لنا من تكريم نلناه من سموكم».

وأضاف الحربي، في كلمة نيابة عن المعلمين المكرّمين، أن هذا التكريم يأتي بمنزلة وسام شرف لما قدّمنا من جهد ومثابرة وتفانٍ، مؤكداً أن المعلمين والمعلمات هم رواد العطاء الذين أعطوا بسخاء وهم يمثّلون ركائز الفضل والكرامة في المجتمع.

وأوضح أن تنمية مكانة المعلم وتطوير إمكانياته لطالما كانت من صميم عمل وزارة التربية مدعومة بحرص سموكم الشديد على ذلك، لافتاً إلى أن رؤيتكم الثاقبة تجسدت في ترجمة عملية لتقدير المعلم من خلال توجيهاتكم السامية التي تدعو لتقدير المعلم واعتبار دوره الأساسي لكونه المحرّك الفعلي في بناء الإنسان ودفع عجلة التنمية والبناء، مشيراً إلى أن المعلم يحمل قيماً ومبادئ راسخة وصفات أصيلة نبيلة، وهو القادر على غرس حب العلم والأخلاق الحميدة في نفوس النشء.

وأكد الحربي أن وزارة التربية مستندة إلى استراتيجيات وخطط متطورة عملت على تحقيق هذه الرؤية المحدّثة من خلال دورها كأساس العملية التعليمية، إذ إن هدفنا هو إعداد جيل متسلح بالمعرفة والعلم، ملتزم بالقيم الأصيلة والنبيلة النابعة من قيم الدين الإسلامي والمجتمع الكويتي، وقادر على مواكبة التقدم المتسارع في مجال التكنولوجيا والمعلومات الهائلة، ومطبّق للمناهج المتطورة والحديثة التي أقرتها وزارة التربية. 

واعتبر أن التكريم الذي حظي به المعلمون اليوم يمثّل جهداً مضاعفاً للمسؤولية الملقاة على عاتقنا نحن المعلمين والمعلمات، وعليه نجدد العهد على بذل المزيد من الجهد والعطاء لبناء وطننا الغالي.

back to top