بالقلم الأحمر: المزارع السياحية والترفيه الريفي
تعد المزارع السياحية بالكويت، سواء في العبدلي أو الوفرة، إحدى أبرز الوجهات الريفية والترويحية -البعيدة عن إزعاج المدينة- حيث تجمع بين الراحة والترفيه، لتتيح للزوار فرصة الاستمتاع بالطبيعة والتعرّف على حياة وتجربة المنتجات المحلية الطازجة، ومع اعتدال الطقس في فصل الشتاء أصبحت هذه المزارع وجهة مفضلة للناس من مختلف الفئات.
في السنوات الأخيرة، شهدت البلاد إقبالا متزايدا على المزارع السياحية التي يقدم أصحابها برامج وأنشطة متنوعة تشمل الزراعة والبستنة وأنشطة مختلفة للأطفال، إضافة إلى بيع المنتجات المحلية الطازجة ونشر ثقافة البستنة لدى الزوار. هذا التوجّه لم ينعش فقط السياحة الداخلية، بل ساهم أيضاً في دعم سوق الخضار والفاكهة والمحاصيل الكويتية، وشجع على استهلاك المنتجات الوطنية.
ورغم توجه الدولة نحو فتح وجهات سياحية جديدة، فإن الواقع يظهر أن هناك مزارع خاصة كانت وجهات مميزة كذلك، أنشأها مواطنون بجهود ذاتية، تعد نموذجاً ناجحاً للترفيه الريفي المحلي. غير أن إغلاق هذه المزارع دون وجود بدائل جاهزة يعد خطوة غير موفقة، حتى وإن تعارض مع بعض القوانين، التي يمكن تعديلها، إذ لا توجد حتى الآن أماكن سياحية حكومية كافية وفاعلة يمكن أن تعوض هذا النوع من التجارب الريفية.
إن الانتعاش السياحي الحقيقي يقوم على تكامل وتعاون القطاعين العام والخاص، فإذا غاب أحدهما تولى الآخر المهمة. وهذه المزارع كانت متنفساً اجتماعياً وثقافياً واقتصادياً، يستفيد منه الجميع على حد سواء، لذا نأمل أن يُعاد النظر في قرارات الإغلاق، وأن تُفتح هذه المزارع مجدداً أمام الزوار لتعزيز السياحة المحلية المستدامة في الكويت.
بالقلم الأحمر: لماذا لا تكون هناك شراكة حقيقية بين قطاعات الدولة مع هذه المزارع، لعمل ورش عمل وبرامج مخصصة للزراعة والبستنة بشكل دائم، لزيادة الوعي المجتمعي بأهمية الزراعة في بلد صحراوي.