المتحف المصري الكبير بالأرقام
بعد عقدين من الزمن، افتتح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في الأول من نوفمبر المتحف المصري الكبير، بحضور رؤساء دول ورؤساء حكومات ووزراء من 79 دولة.
وشارك في تغطية حفل الافتتاح أكثر من 180 وسيلة إعلامية دولية، و450 مراسلاً عالمياً.
وبدأ رسمياً في استقبال الجمهور من الداخل والخارج في 4 نوفمبر، بعد أن تم اعتماد أسعار تذاكر الدخول المتفاوتة لعدة فئات مع مراعاة المصريين بسعر 200 جنيه، وغيرهم من السياح بسعر 1450 جنيهاً، مع وجود استثناء لكبار السن والطلاب وذوي الهمم.
المتحف المصري الكبير، الذي شُيِّد على مساحة بلغت حوالي 490.000 متر مربع، على بُعد كيلومترين من أهرامات الجيزة على طريق القاهرة- الإسكندرية الصحراوي، تنافس على تصميمه أكثر من 1500 شركة معمارية من 83 دولة حول العالم اشتركت في مسابقة دولية عام 2002 خصيصاً لذلك، وفازت بتصميمه شركة أيرلندية، بالتعاون مع مكتب Arup الهندسي العالمي، وكان سبب الفوز الأبرز هو التصميم بدمج العمارة الحديثة مع الهوية المصرية القديمة، من خلال واجهة مثلثية ضخمة من الحجر والضوء واتصال بصري مباشر مع أهرامات الجيزة.
5 مراحل مرَّ بها المتحف حتى شهد احتفال الافتتاح الكبير، المرحلة الأولى كانت عام 1992 عندما طرحت الحكومة المصرية فكرة إنشاء متحف ضخم قُرب الأهرامات، ويكون أكبر متحف للحضارة المصرية القديمة في العالم. وفي عام 1998 تم الإعداد الرسمي للمشروع، بالتعاون مع منظمة يونسكو. وكانت المرحلة الثانية هي التخطيط والتمويل. وفي عام 2005 تم الحصول على تمويل جزئي من الوكالة اليابانية للتعاون الدولي بقرض ميسَّر. وفي عام 2008 تم وضع حجر الأساس من قِبل الرئيس السابق حسني مبارك.
أما المرحلة الثالثة، فقد شهدت الإنشاءات من عام 2010 إلى 2020، وقد تعرَّض العمل للبطء بعض الشيء في عام 2013، بسبب الأحداث السياسية في البلد، لكن في عام 2014 تم العمل بوتيرة متسارعة جداً حتى عام 2017، الذي تم فيه نقل تمثال رمسيس الثاني الضخم إلى بهو المتحف الرئيسي في احتفال عالمي. وكان عام 2018 نهاية معظم الهياكل الخرسانية والواجهة الحجرية، ثم عمل التشطيبات الداخلية الرئيسية، وانتهت عام 2020.
والمرحلة الرابعة امتدت حوالي 4 سنوات حتى عام 2024، تم خلالها نقل أكثر من 50 ألف قطعة أثرية إلى المتحف، وتجهيز قاعة توت عنخ آمون، التي تضم 5000 قطعة من كنوزه بالكامل، مع تطوير الأنظمة الأمنية والإضاءة والعرض التفاعلي باستخدام أحدث التقنيات العالمية.
والمرحلة الخامسة كانت الفيصل المهم لهذا الإنجاز العالمي لأحد أهم المشاريع الثقافية في القرن الحادي والعشرين، ليُصبح المتحف المصري الكبير رسمياً أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة، ومركزاً عالمياً للبحث والترميم والتعليم الثقافي، والذي بلغت تكلفته أكثر من مليارَي دولار، وفق الإعلام الفرنسي والألماني، بعد الإضافات، والذي فاق 1.2 مليار دولار الذي كان من المتوقع له في البداية حتى وقت الافتتاح، ومتوقع أن يزوره 5 ملايين سائح سنوياً.
*إعلامي بحريني متخصص في الإعلام السياحي