الكويت ترسم ملامح المستقبل الرقمي

نشر في 07-11-2025
آخر تحديث 06-11-2025 | 18:20
 ناصر حسين آغا محمد

تتجه الكويت بثقة نحو بناء اقتصاد رقمي متكامل يعتمد على الذكاء الاصطناعي والتقنيات المالية الحديثة، وهو ما عكسته النسخة الرابعة من قمة «تقنية الأموال» التي نظمتها جريدة «الجريدة»، بمشاركة واسعة من القيادات التنفيذية والخبراء المحليين والدوليين. وجاءت القمة لتؤكد أن التحول الرقمي لم يعد خياراً ترفيهياً، بل ضرورة اقتصادية تمس حاضر الدولة ومستقبلها.

شهدت القمة مشاركة مؤسسات كبرى مثل «ooredoo»، و«بنك الكويت الوطني»، و«بيت التمويل الكويتي»، حيث استعرضت تجاربها في تطبيق الذكاء الاصطناعي في الخدمات المصرفية والاتصالات وتحليل البيانات. وأكد الحضور أن هذه التقنيات أسهمت في تحسين الكفاءة وتقليل التكاليف وتسريع الخدمات، إلا أن التحدي الأكبر يكمن في بناء كفاءات محلية قادرة على إدارة هذه التحولات التقنية بوعي واستقلالية عن الشركات الأجنبية.

وكان لافتاً خلال القمة تسليط الضوء على الشراكات الجديدة مع شركات عالمية، مثل «NVIDIA» لتوطين البنية التحتية السيادية للذكاء الاصطناعي داخل الكويت، بما يسهم في تمكين المؤسسات الوطنية من معالجة البيانات محلياً وفق أعلى معايير الأمان، غير أن بعض المتحدثين أشاروا إلى أهمية التوازن بين التعاون الدولي وبناء القدرات الذاتية، حتى لا يتحول الاستثمار في التكنولوجيا إلى تبعية تقنية.

وتطرقت الجلسات إلى دور مراكز البيانات في دعم نمو القطاع الخاص الخليجي، وإلى التحولات في مجالات التقنية الطبية والعقارية وريادة الأعمال، حيث أجمع الحضور على أن الذكاء الاصطناعي أصبح محركاً أساسياً في تطوير الخدمات وتحفيز الابتكار، كما دعا المشاركون إلى توحيد التشريعات الخليجية لتسهيل حركة الاستثمارات الرقمية وتحقيق التكامل بين الأسواق.

وقدمت القمة رؤية متفائلة لمستقبل التعليم والعمل في ظل الثورة الرقمية، مشددة على ضرورة الاستثمار في تدريب الشباب وتأهيلهم مهنياً وتقنياً ليقودوا المرحلة المقبلة، كما أكدت أهمية ربط الجامعات بالقطاع الخاص لإنتاج بحوث تطبيقية تسهم في دعم الاقتصاد الوطني.

وفي ختام الفعالية، أجمعت الآراء على أن دول الخليج تمتلك من الموارد والمعرفة ما يؤهلها لتكون محوراً في الاقتصاد العالمي الجديد، إذا واصلت الاستثمار في الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة والبنى الرقمية المتقدمة. وخلصت القمة إلى أن مستقبل المال في الخليج لن تصنعه المصارف وحدها، بل سيقوده تفاعل الإنسان مع التكنولوجيا في إطار منظومة معرفية متكاملة تضع الإبداع في صميم التنمية.

back to top