شوشرة: مواكبة وتطور وسرعة

نشر في 07-11-2025
آخر تحديث 06-11-2025 | 18:06
 د. مبارك العبدالهادي

مع تسارُع وتيرة التطوُّرات التكنولوجية التي تنقلنا في كل يومٍ من إبداعٍ جديد إلى آخر، ومن نقلةٍ إلى أخرى، ومن قفزة واقع إلى آخر، تتجدَّد الذاكرة مع العودة إلى أحد مَنْ وضعوا لمساتهم في انطلاقة أولى لبنات هذا التطور، وهو وكيل وزارة العدل الأسبق ورئيس جهاز تكنولوجيا المعلومات الأسبق عبداللطيف السريع، الذي لن أنسى حديثه وهو يَعِد بانطلاقة تكنولوجية مميَّزة عبر برامج متطورة ستنهض بالخدمات، وتُحوِّل عملية الإنجاز بضغطة زر، وغيرها من الأمور التي جعلت الجميع يستفيدون منها، ويُنجزون معاملاتهم وهم بمنازلهم. 

وطبعاً هناك العديد من المُخلصين الذين كان لهم دور في استكمال مرحلة التطوير والتطور التي نشهدها اليوم. لكن ذكرت أبويوسف تحديداً، نظراً للحديث الذي تناولته معه منذ كان مسؤولاً في وزارة التخطيط، ومن ثم ترأس جهاز تكنولوجيا المعلومات، حتى أصبح قيادياً في وزارة العدل. فطوال هذه الرحلة الممتدة لسنوات كُنت على اطلاع عن قُرب على عملية التطور والتنقل في المراحل التكنولوجية، وكيفية إيجاد خدمات من شأنها أن تقلِّص الدورة الزمنية والقضاء عليها، وإنجاز المعاملات بسهولة ويُسر بضغطة زر. وما نحن نراه اليوم من استمرار لعملية البناء التكنولوجي عبر بوابات الخدمات الحكومية، وحرص المعنيين بالأمر في الاستمرار على إضافة خدمات جديدة للمستفيدين منها، سواء كانوا مواطنين أو مقيمين، ساعد أيضاً الأجهزة الحكومية في القضاء على تكدُّس المراجعين، الذي كان أحد أسباب عرقلة عملية الإنجاز في بعض الأمور، فضلاً عن الحجج الواهية التي كان يُرددها البعض عند عدم إنجاز معاملاتهم في السابق، لأسباب منها: انشغال المسؤول أو الموظف بآخرين، أو الازدحام، وغيرها، وكذلك قطع الطريق على العاملين غير المنتجين حججهم ومبرراتهم وأعذارهم عند التأخر في استكمال المعاملات، نظراً لاستقبالهم طوابير من المراجعين. 

إن تبسيط الإجراءات، وفكفكة العديد من الدورات المستندية، والقضاء على المراسلات الورقية، وغيرها من الأمور التي كانت تُسهم في الهدر من دون أي داعٍ، أصبحت اليوم عملية إبداعية بأنامل كفاءات حريصة أشد الحرص على الاستمرار للاستفادة من الخدمات الحكومية من دون عناء المراجعات، وغيرها من الأمور التي قد تشكِّل عائقاً أمام المستفيدين من الخدمات. 

وهذا التطور المتواصل في الخدمات، الذي يأتي ضمن الميكنة، من شأنه أن يُسهم في بناء جيلٍ تكنولوجي يعتمد على الأنظمة الآلية التي تُواكب النهضة العامة في مختلف المجالات، العلمية، والعملية، خصوصاً أننا في عالمٍ متسارع يتطلَّب مواكبته أولاً بأول من دون الانحراف عن المسار الذي ينطلق بسرعة فائقة، وعملية التطور، وإيجاد الحلول لباقي المعاملات الورقية للقضاء عليها بشكلٍ متواصل، في ظل التنسيق المستمر بين الأجهزة المعنية والمختصين الذين يسعون إلى محو أي تعقيدات من شأنها أن تعطِّل مصالح الناس، مع أن يتحقق أيضاً التوسع في المناهج العلمية الخاصة بتدريس مواد الحاسب الآلي بصورة أوسع في المراحل من الابتدائي والمتوسط والثانوي، على ألا يقتصر ذلك على مادة واحدة تركِّز على جانب معيَّن، بقدر أن تشمل كيفية الاستفادة من التكنولوجيا بالتدرُّج مع كل مرحلة، حتى يُصبح الطالب مهيَّأً مستقبلاً لاستخدامها من دون تعقيد.

آخر السطر:

التطور والسرعة في تبسيط الإجراءات يُسهمان في مواكبة الإنجازات.

back to top