السودان: حلفاء الجيش يتحفظون عن الهدنة... والتوتر يتصاعد في الأُبيّض

نشر في 06-11-2025
آخر تحديث 05-11-2025 | 20:06
سودانيون في مخيم للفارين من الفاشر (رويترز)
سودانيون في مخيم للفارين من الفاشر (رويترز)

غداة اجتماع لمجلس الأمن والدفاع التابع للجيش السوداني، ناقش مقترح الهدنة المقترحة من قبل واشنطن لوقف الحرب في السودان، أعربت القوة المشتركة للحركات المسلحة في السودان، التي تقاتل إلى جانب الجيش السوداني، عن رفضها أي تسويات «تساوي بين الدولة وقوات الدعم السريع»، في خطوة تعد رفضاً غير مباشر للهدنة. وقالت القوة المشتركة في بيان: «نؤكد دعمنا الكامل والثابت لإرادة الشعب السوداني الرافضة لأي تسويات أو حلول تكرس واقعا مختلاً يساوي بين الدولة الشرعية والميليشيا الخارجة عن القانون (الدعم السريع)».

وأشادت ب «موقف الحكومة والجيش الواضح في تمسّكهما بالحقوق المشروعة في الدفاع عن الوطن، ومواجهة آلة القتل والدمار التي تمارسها ميليشيا الدعم السريع بدعم أجنبي معلن». ودعت إلى «الالتفاف حول مؤسسات الدولة الشرعية، ومساندة الجيش والقوة المشتركة في هذه المرحلة الحاسمة، والعمل بكل الوسائل الممكنة لدعم جهود التعبئة الوطنية الشاملة حتى تحقيق النصر الكامل».

وأضافت أنها «ستظل مع القوات المسلحة في خط الدفاع الأول عن السودان ووحدته وسلامة ترابه، وستواصل أداء واجبها الوطني والعسكري حتى دحر الميليشيا، واستعادة الأمن والاستقرار في كل ربوع الوطن».

وعقب اجتماع مجلس الأمن والدفاع، قال حسن كبرون، وزير الدفاع في الحكومة الموالية لقائد الجيش عبدالفتاح البرهان، أمس الأول، إن المجلس يرحب بكل جهود ومبادرات السلام، موجهاً الشكر إلى مسعد بولس، كبير مستشاري الرئيس الأميركي دونالد ترامب في إفريقيا، الذي قدم مقترح الهدنة، لكنه لفت في الوقت ذاته إلى أن الجيش السوداني سيواصل استعداداته لما وصفه ب«معركة الشعب» ك «حق وطني مشروع لحماية الوطن واستعادة الاستقرار». وكان بولس أعلن أن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وافقا على هدنة تمتد 3 أشهر، استناداً إلى خطة المجموعة الرباعية التي تضم الإمارات والولايات المتحدة والسعودية ومصر، المعلنة في 12 سبتمبر الماضي.

ميدانياً، قُتل 40 شخصاً على الأقل وأصيب آخرون في هجوم على تجمع عزاء في مدينة الأُبيض عاصمة شمال كردفان، بحسب ما أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أمس.

ولم يحدد المكتب الجهة التي تقف وراء الهجوم في الوقت الذي تشهد فيه مدن كردفان تواجداً مكثفاً للجيش السوداني الذي يسيطر على المدينة وقوات الدعم السريع التي تحاول إحراز تقدم فيها.

وتعتبر الأُبيض نقطة حيوية على الطريق الذي يصل الخرطوم بإقليم دارفور الذي أحكمت قوات الدعم السريع قبضتها عليه الأسبوع الماضي بالسيطرة على الفاشر، آخر المعاقل الرئيسية للجيش في الإقليم.

وتعد الأبيض طريقاً رئيساً للإمدادات ومركزاً لوجستياً وقيادياً، علماً بأنها تضم مطارا أيضاً.

وكانت «الدعم السريع» أعلنت السيطرة على مدينة بارا إلى الشمال من الأبيض نهاية الشهر الماضي، معتبرة ذلك «خطوة مهمة نحو استكمال السيطرة على بقية المناطق الحيوية في كامل إقليم كردفان».

وحذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية من أن «الوضع الأمني في منطقة كردفان مستمر في التدهور».

وفي جنوب كردفان، أكد تقرير للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي المدعوم من الأمم المتحدة انتشار المجاعة في مدينة كادوغلي التي تحاصرها «الدعم السريع» منذ أشهر لانتزاع السيطرة عليها من الجيش.

وأكد التقرير الذي صدر الأسبوع الجاري انتشار المجاعة في الفاشر بشمال دارفور، محذراً من أن 20 مدينة أخرى في دارفور وكردفان مهددة بالمجاعة.

ومن أصل 18 ولاية بعموم البلاد، تسيطر قوات الدعم السريع حالياً على جميع ولايات إقليم دارفور الخمس غرباً، ويسيطر الجيش على معظم مناطق الولايات ال13 المتبقية بالجنوب والشمال والشرق والوسط. 

ويشكل إقليم دارفور نحو خمس مساحة السودان.

back to top