تباينات إقليمية بشأن «قوة غزة»... ونتنياهو يرفض إجلاء مقاتلي رفح
• وزير إسرائيلي يطالب بتحرك لمواجهة زيادة القدرات العسكرية في سيناء
كشفت أوساط عبرية نقلا عن دبلوماسيين غربيين، أن المقترح الأميركي بشأن نشر قوة استقرار دولية في غزة يواجه ما يشبه حقل الألغام بشأن صياغة صلاحيات القوة المزمع تشكيلها في ظل الشد والجذب بين إسرائيل من جهة والقوى العربية والإسلامية من جهة أخرى أمس.
وأكد الدبلوماسيون أن هناك تعديلات كثيرة حول آليات تنفيذ المشروع الأميركي، قد تمنع منح القوة تفويضاً أممياً، من بينها ما إذا كان ينبغي تكليف قوة الاستقرار الدولية بنزع السلاح في غزة، وهو بند تعارضه الدول العربية بشدة، وتصر على تعريف المهمة بدقة كقوة حفظ سلام.
كما تتعلق نقطة خلافية أخرى بالنشاط الموازي للقوات الإسرائيلية في القطاع الفلسطيني عند نشر القوة الدولية، إذ أبدى المسؤولون الإسرائيليون مخاوف من أن واشنطن قد تقدم تنازلات لضمان موافقة دولية أوسع، ولتفادي إعطاء القوة صبغة غربية بشكل واضح.
وفي ظل ضبابية بشأن أسباب غياب وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي عن اجتماع وزاري عربي إسلامي استضافته إسطنبول، وضم إلى جانب تركيا، السعودية والأردن والإمارات وقطر وباكستان وإندونيسيا وتمخض عن بيان فتح المجال أمام المشاركة في القوة مع إبقاء باب المباحثات بشأن المهام والصلاحيات مفتوحاً مع إدارة الرئيس دونالد ترامب، نقلت تقارير عربية عن مصادر أن القوة الدولية ستكون تحت قيادة موحدة مقبولة من الدول التي ستشارك بقوات بالتشاور والتعاون الوثيق مع القاهرة وتل أبيب، التي تعارض بشدة نشر أي قوة تركية في القطاع.
وأضافت المصادر أن القوة ستعمل إلى جانب شرطة فلسطينية مدربة لحفظ الحدود والأمن، وستكون مخولة باتخاذ كل التدابير لتنفيذ مهامها، بما في ذلك نزع سلاح حركة حماس بشكل دائم، وتدمير البنية التحتية العسكرية بالقطاع، وحماية المدنيين والعمليات الإنسانية، ومراقبة وقف إطلاق النار، وتنفيذ خطة ترامب بشأن القطاع.
وأمس، أكد مسؤول إسرائيلي أن تل أبيب شاركت في إعداد المسودة الأميركية للقوة الدولية، وتحاول تقليص إشراف مجلس الأمن على عملها.
وأقر المسؤول بتراجع حكومة بنيامين نتنياهو عن تحفظاتها بشأن مشروع القرار الأميركي الذي ينص على منح سلطة حكم انتقالية بالقطاع ل«مجلس سلام»، يتوقع أن يترأسه ترامب، تحت ضغط واشنطن التي تسعى إلى إنهاء الحرب وإعادة إعمار غزة.
تسليم ورهن
إلى ذلك، تواصلت الخلافات العلنية بين المسؤولين الإسرائيليين بشأن حسم التعامل مع نحو 200 مسلح من «حماس» يعتقد أنهم عالقون داخل أنفاق في منطقة تحت سيطرة جيش الاحتلال في رفح.
ورداً على تصريحات لرئيس هيئة الأركان ايال زَمِير بشأن احتمال السماح لمقاتلي الحركة داخل الخط الأصفر بالخروج بدون سلاح إلى مناطق سيطرة «حماس» مقابل جثمان الضابط المُختطف منذ عام 2014 هدار غولدين، أوضح مكتب رئيس الحكومة أنّ «اتفاق غزة ينصّ على إعادة جميع المختطفين».
وقال نتنياهو: «حتى الآن أُعيد جميع الأحياء، وآمل أن تُعاد قريباً كلّ جثامين المختطفين القتلى. لا يوجد رابط بين المسلحين وإطلاق سراح المختطفين. المستوى السياسي أصدر توجيهاته للجهاز العسكري بتطهير المنطقة من المسلحين، لتأمين القطاع وتفكيك حماس من سلاحها، كل ذلك وفقا للاتفاق المتبع».
ووسط خلافات داخل الائتلاف الحاكم بشأن تطبيق خطة ترامب، أكد وزير الدفاع يسرائيل كاتس، أن الجيش يعمل في غزة على تدمير الأنفاق والقضاء على عناصر «حماس» في «المنطقة الصفراء».
وأجل «الكنيست» طرح مشروع قانون يسمح بإعدام الأسرى الفلسطينيين، بسبب فشل الائتلاف الحاكم في حشد الأغلبية اللازمة لطرحه في ظل مقاطعة الأحزاب الدينية المتشددة لجلسات البرلمان اعتراضاً على عدم تمرير قانون استثناء «الحريديم» من التجنيد.
ميدانياً، أفرجت القوات الإسرائيلية، عن جثامين 15 فلسطينياً، ضمن صفقة التبادل التي تنص عليها خطة ترامب وسلمتها إلى مستشفى بخان يونس ليرتفع بذلك عدد الجثامين الفلسطينية التي سلمتها سلطات الاحتلال منذ بدء تطبيق الاتفاق إلى 285. وجاء ذلك غداة تسليم «كتائب القسام» جثة جندي إسرائيلي عبر الصليب الأحمر.
الخطر المصري
من جهة أخرى، طالب وزير النقب والجليل و«الصمود القومي» في الحكومة الأمنية المصغرة «الكابينيت»، يتسحاق فاسرلاوف، بعقد جلسةٍ طارئةٍ لمناقشة ما وصفه ب«تزايد الخروقات الأمنية على الحدود مع مصر وتعاظم القوة العسكرية للجيش المصري».
ووجه رسالة إلى نتنياهو كتب فيها أنّه خلال السنوات الأخيرة لوحظت «اتجاهاتٌ ثابتةٌ من التسلّح والتعاظم الواسع داخل الجيش المصري»، تشمل استثماراتٍ كبيرة في البنية التحتية، ووسائل القتال، وقدرات القيادة والسيطرة.
وحذّر فاسرلاوف من أنّ «خطط القتال الحالية وتعليمات الجيش لا توفّر استجابة كافية لهذا التحدّي وفي ظل غياب الأدوات والقدرات اللازمة للتعامل معه».
محمد دحلان: الإمارات أعطت الأولوية المطلقة لإغاثة أهلنا في غزة رغم كل العقبات والصعوبات اللوجيستية
مصر والإمارات
في هذه الأثناء، قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، إن القاهرة تعتزم استضافة مؤتمر دولي حول التعافي المبكر وإعادة إعمار القطاع في نهاية نوفمبر الجاري. واستعرض السيسي، خلال لقائه رئيس جمهورية قيرغيزستان، صادير غاباروف، الجهود المصرية الرامية إلى تثبيت وقف النار بغزة، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.
في السياق، أكد القيادي الفلسطيني لتيار إصلاح حركة «فتح» محمد دحلان أن «الإمارات أعطت الأولوية المطلقة لإغاثة أهلنا في غزة رغم كل العقبات والصعوبات اللوجيستية».