زهران ممداني... أول عمدة مسلم لنيويورك

• الديموقراطيون يكتسحون أول انتخابات رئيسية في عهد ترامب

نشر في 06-11-2025
آخر تحديث 05-11-2025 | 22:48
ممداني يحتفل بفوزه مع زوجته وأنصاره في بروكلين أمس الأول (أ ف ب)
ممداني يحتفل بفوزه مع زوجته وأنصاره في بروكلين أمس الأول (أ ف ب)

في اختراق سياسي غير مسبوق، كسر الشاب الاشتراكي الديموقراطي زهران ممداني (34 عاماً) القواعد التقليدية في الولايات المتحدة، وفاز بمنصب عمدة نيويورك، ليسجل نفسه أول مسلم من أصول إفريقية وآسيوية يتولى قيادة المدينة الأكبر والأكثر تأثيراً في التاريخ الأميركي الحديث والأشهر على مستوى العالم.

وفي إحدى أكبر المفاجآت، اكتسح ممداني، الناشط المؤيد للفلسطينيين والذي يمثل الجناح اليساري التقدمي في الحزب الديموقراطي، منافسيه الحاكم السابق الديموقراطي أندرو كومو، والجمهوري كورتيس سليوا.

وتوّج ممداني، المولود للأكاديمي الأوغندي المسلم الشيعي محمود ممداني من زوجته الهندوسية مخرجة ومنتجة الأفلام الهندية ميرا ناير، صعوده اللافت ليصبح أصغر رئيس بلدية لمدينة نيويورك منذ أكثر من قرن عندما يتسلم مهامه في الأول من يناير المقبل.

وخلال احتفاله مع أنصاره بحضور زوجته السورية راما دوّاجي (28 عاماً) في حي بروكلين، تحدى ترامب، الذي سعى بكل الطرق لمنع فوزه بمنصب عمدة نيويورك ووصفه ب «الشيوعي»، بل وهدد بقطع التمويل الفدرالي في حال فوزه.

وقال ممداني له مباشرة: «دونالد ترامب أعلم أنك تشاهد الآن ولدي أربع كلمات لك، لذلك ارفع الصوت واسمعني عندما أقول، لكي تصل إلى أي منا، يجب أن تتجاوزنا جميعاً».

واقتبس ممداني عن المرشح الرئاسي الاشتراكي يوجين فيكتور قوله: «أرى بزوغ فجر يوم أفضل للبشرية»، معلناً أنه «في هذه اللحظة من الظلام السياسي، ستكون نيويورك هي النور وستبقى مدينة المهاجرين، بناها مهاجرون، ومن الآن فصاعداً، يقودها مهاجر». 

وعبر ممداني، الذي حصد أكثر من مليون صوت أي ما يزيد على 50 في المئة من عدد الناخبين، عن فخره بهويته كمسلم وأصوله الإفريقية الآسيوية، مؤكداً أنه اشتراكي ديموقراطي ويرفض الاعتذار عن أي من ذلك».

وشدد على أنه سيكون عمدة للجميع، ومنهم اليهود والمسلمون، في عصر جديد لا يُتوقع فيه «لا رهاب للإسلام ولا معاداة للسامية».

وأضاف ممداني، الذي أصبح أكثر رؤساء بلدية المدينة ليبرالية منذ أجيال، أن «نيويورك لن تكون بعد اليوم مدينة تُتاجر فيها بالإسلاموفوبيا لكسب الأصوات، وسنضع حداً لثقافة الكراهية التي فرّقت مجتمعنا».

ووضع ممداني في صدارة برنامجه معالجة أزمة تكاليف المعيشة في نيويورك وتجميد الإيجارات وجعل وسائل النقل العام مجانية، وتأمين رعاية أطفال شاملة وفرض ضرائب على الشركات والأثرياء لدفع تكاليف سياساته اليسارية الطموح، إلى جانب مكافحة الفساد المستشري، الذي سمح، بحسب تعبيره، «لمليارديرات مثل دونالد ترامب بالتهرب من الضرائب واستغلال الإعفاءات الضريبية».

وفي أول رد فعل إسرائيلي، وصف وزير الشتات بإسرائيل عميحاي شيكلي ممداني بأنه «مؤيد لحركة حماس وقريب من المتطرفين الجهاديين» الذين نفذوا هجمات 11 سبتمبر 2001، داعياً الجالية اليهودية في المدينة إلى الانتقال إلى تل أبيب بعد فوزه.

في المقابل، شن ترامب هجوماً لاذعاً على ممداني، وقال إن فوزه سيدمر أميركا، معتبراً أنّ الإغلاق الحكومي الذي أصبح رسمياً هو الأطول من نوعه في تاريخ البلاد مع دخوله يومه ال 36، هو سبب فوز ممداني، قبل أن ينتقد التصويت بالبريد السريع.

وقال ترامب إن «الديموقراطيين يريدون منح أموال طائلة لمن دخلوا أميركا بشكل غير قانوني. وعلينا إخراج الذين دخلوا بلدنا بشكل غير شرعي ولا يمكن لأي دولة أن تتحمل ذلك».

وشكّل فوز ممداني حلقة واحدة بسلسلة هزائم تكبدها ترامب في أول انتخابات رئيسية منذ توليه السلطة، وذلك قبل عام واحد من الانتخابات النصفية، فقد انتزعت الديموقراطية أبيغيل سبانبرغر منصب حاكم ولاية فرجينيا من منافسها الجمهوري، كما هزمت الديموقراطية ميكي شيريل منافسها الجمهوري لتخلف حاكمها الديموقراطي فيل مورفي.

وبينما أصبحت عضوة مجلس الشيوخ الديموقراطية غزالة هاشمي المولودة بمدينة حيدر آباد بالهند أول مسلمة تتولى منصب نائبة حاكم فرجينيا، وافق الناخبون على منح المشرعين الديموقراطيين سلطة إعادة رسم خريطة ولاية كاليفورنيا في الكونغرس، مما يوسع نطاق معركة على المستوى الوطني حول إعادة تقسيم الدوائر الانتخابية التي يمكن أن تحدد الحزب الذي سيسيطر على مجلس النواب بعد انتخابات التجديد النصفي العام المقبل.

back to top