في المرمى: من الملكية والزعامة إلى العتمة!
عندما يُذكر اسما ناديي العربي والقادسية في ذاكرة الشارع الرياضي الكويتي والخليجي حيث كانت المشاركات في البطولات الخارجية محط الأنظار يستدعي الذهن فوراً حقباً من الإنجازات، والمنافسات القوية، والمكانة الرفيعة والتوقعات التي كانت دائماً مرتفعة والطموحات مشروعة، لكن الصورة اليوم باتت باهتة... أو بالأصح، باهتة جداً! ومشاركتهما أصبحت مناسبة لتسجيل الخيبات لا الإنجازات.
العربي شارك في دوري التحدي الآسيوي، البطولة التي تُعد من فئة «الفرص المتاحة»، فخرج بسبب تعادل غير مقنع، وأداء متواضع أمام فرق من الصف الثالث في القارة لا تملك تاريخاً، ولا تشكل تهديداً على خريطة كرة القدم القارية. أما القادسية، فالمشاركة كانت أكثر بؤساً في دوري أبطال الخليج، لا روح، لا خطة، لا شخصية داخل الملعب، والنتيجة خيبة جديدة تُضاف إلى سجل الإحباطات وخسارة أمام فرق بالكاد يعرف جمهورها أسماء لاعبيها، فكيف بجمهور القادسية نفسه!
النتائج السيئة ليست مجرد تعثرات عابرة، بل هي انعكاس دقيق لحالة التراجع العامة في أنديتنا الكبيرة، ونتيجة طبيعية لتدهور واضح في البنية الإدارية والفنية داخل الناديين. إدارات تتخبط، صراعات لا تنتهي، غياب الرؤية، وضعف في بناء الفرق، ومراهنة دائمة على «الاسم والتاريخ» دون عمل حقيقي على استعادة الهيبة المفقودة... مشاريع بلا استراتيجية، ومدربون يتغيرون كل موسم، ولاعبون أجانب لا يضيفون سوى الأرقام في كشوف الرواتب.
الجماهير المحبة التي لا تزال ترفع شعارات «الملكي» و«الزعيم» و«القلعة»، تستحق أفضل من ذلك، فهي تنتظر تطوراً، تنتظر روحاً، تنتظر مشروعاً رياضياً جاداً يعيد العربي والقادسية إلى الواجهة. تطالب بأداء يُحترم، وبخطط عمل تعيد الهيبة الضائعة وتُخرج الناديين من دوامة التخبط، لكن ما تراه أمامها لا يعدو كونه نسخة متكررة من العشوائية، و«عناداً» إدارياً يُصر على تجاهل الواقع والتغني بالماضي.
بنلتي
إذا استمرت هذه المشاركات «الباهتة»، فقد نصل قريباً لمرحلة نترحم فيها على أيام «التعادل الإيجابي»! العربي والقادسية لا يحتاجان فقط لتغيير مدرب أو محترف... بل إلى عملية إنعاش عاجلة وتغيير عقلية كاملة ترى أن التاريخ وحده لا يرفع الكؤوس!