كومي يلوم كروز

نشر في 05-11-2025
آخر تحديث 04-11-2025 | 18:46
 وول ستريت جورنال

تواصل وسائل الإعلام الشكوك حول قدرة وزارة العدل على إثبات تهمة كومي، المدير السابق لمكتب التحقيقات الفدرالي، لكن هذا لا يعني أن سُمعته ستخرج بلا خدوش. كومي نَفَى التُّهم الموجهة إليه، وأعلن عدم ذنبه، لكن دفاعه هذا الأسبوع في طلب لرفض التُّهم كان مليئاً بحجج تقنية قد تبدو سخيفة أحياناً، وأحياناً مضحكة.

أول تهمة تتعلق ب «تصريح كاذب» أمام الكونغرس، اعتمد محامو كومي على حجة أن الأسئلة كانت «مركبة وغامضة»، وأن العقوبة تأتي على ثوانٍ من الشهادة، فقد تكون سبَّبت الالتباس. وأشاروا بشكلٍ واضح إلى السناتور تيد كروز، الذي قِيل إنه طرح أسئلة غامضة خلال جلسة لجنة القضاء في 2020.

لكن الحقيقة أن نصوص الأسئلة واضحة: كان كومي يُسأل عن دوره في تسريب معلومات حول التحقيقات في ترامب وكلينتون. وكان الرد واضحاً: «لم أفعل». بعد ذلك، جاء السؤال المتعلق بتفويض الآخرين داخل مكتب التحقيقات للعمل كمصدرٍ مجهول. هنا برع الدفاع في اللعب على الكلمات: كومي لم يرفض أو يقرّ بما قاله مكيب، بل اكتفى بالقول إن شهادته هي نفسها اليوم كما كانت في 2017.

المحامون جادلوا أن السؤال لم يحدد بدقة المقصود ب «شخص آخر»، معتبرين أن أي غموض يقع على عاتق السائل، وليس على كومي، إذ كيف يُفترض أن يعرف كومي أن الحديث عن دانيال ريتشمان، الموظف الخاص الذي يعيش في نيويورك، وليس عن موظف دائم مثل مكيب؟

الأمر الأكثر سخافة: محامو كومي أكدوا أن تصريحه أنه «يقف على شهادته السابقة» صحيح حرفياً، بغض النظر عن مدى صِدق تلك الشهادة السابقة. بمعنى آخر، يمكن للمرء أن يدعم تصريحاً من دون أن يؤكده؟ يبدو أن الدفاع يعتمد على معجزات لغوية للحفاظ على الحصانة القانونية.

يبقى السؤال: لماذا التركيز على مقابلة 2020 مع كروز، وليس جلسة 2017 مع غراسلي؟ الإجابة: فترة التقادم انتهت عن شهادة 2017، لذا فإن 2020 هي الشهادة الوحيدة القابلة للملاحقة قانونياً.

الوزارة اتهمت كومي بالكذب حين قال إنه لم يُفوّض أي شخص داخل مكتب التحقيقات للعمل كمصدرٍ مجهول عن التحقيق في «الشخص 1»، فيما فعلياً فوَّض «الشخص 3». كشف الدفاع عن أن «الشخص 1» هو كلينتون و«الشخص 3» هو ريتشمان، مؤكدين أن التباس كروز في صياغة السؤال يجب أن يُلقى على عاتقه لا على كومي.

القضية، رغم تعقيدها، تحمل جانباً من الفكاهة القانونية: كومي يتذرَّع بدقة اللغة، فيما الشكوك تحوم حوله. ورغم ذلك، سيحتاج دفاعه إلى حجج أقوى لإقناع المحكمة.

القصة ليست مجرَّد لعبة كلمات، بل درس في كيفية التعامل مع الأسئلة المبهمة، وتأملات حول مَنْ يتحمَّل تبعات الالتباس: السائل أم المجيب؟ في هذه القضية، يبدو أن كومي يختار تحميل المسؤولية لآخر شخص، وهو السناتور كروز.

جيمس فريمان *
 

back to top