توتر تركي - إسرائيلي يواكب اجتماع إسطنبول بشأن «قوة غزة»

ترامب واثق من متانة اتفاق وقف النار وحل عقدة «الدولة الفلسطينية»

نشر في 04-11-2025
آخر تحديث 03-11-2025 | 19:30
وزراء خارجية «السباعي العربي الإسلامي» في إسطنبول أمس (رويترز)
وزراء خارجية «السباعي العربي الإسلامي» في إسطنبول أمس (رويترز)

بالتزامن مع استضافة مدينة إسطنبول اجتماعاً رفيعاً لوزراء خارجية دول عربية وإسلامية لبحث إطار تشكيل قوة دولية مشتركة لنشرها في غزة وفقاً لخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن إنهاء الحرب وإعادة إعمار القطاع المنكوب، خيّم توتر مكتوم على تصريحات تركيا وإسرائيل التي جدد رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو رفضه لنشر قوات الأولى بالمنطقة الفلسطينية.

وقال نتنياهو، في حديث مع كبار ضباط الاحتياطي أمس: «لن تكون هناك قوات تركية في غزة» ضمن القوة الدولية المزمع تشكيلها.

وأضاف أن «إسرائيل لم تغير الشرق الأوسط فحسب، بل غيرت في بنيتها وجيشها»، مشيراً إلى أنه «لم يعد هناك مفهوم الاحتواء. بمبادرة ونشاط دائم».

وأعلن أنه «سيطيل مدة الخدمة العسكرية الإلزامية وسيعزز قوات الاحتياطي»، مشيراً إلى أن «منظومة الاحتياطي عنصر أساسي، لأن بلاده بحاجة إلى جيش كبير وقوي».

وفي وقت تتوجس إسرائيل من النفوذ التركي بغزة بمواجهة التسريبات التي تتحدث عن رغبة واشنطن في أن تلعب أنقرة دوراً بارزاً في القطاع لضمان التزام الفصائل المسلحة بمبادرة ترامب، رأى الرئيس رجب طيب أردوغان أن «حماس» عازمة على التزام تطبيق بنود اتفاق وقف النار، منتقداً «السجل السيئ جداً» لتل أبيب.

وأضاف: «في هذه المرحلة، نحتاج إلى تقديم المزيد من المساعدات الإنسانية لأهالي غزة، ثم البدء في جهود إعادة الإعمار التي أقرتها الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي. الحكومة الإسرائيلية تبذل كل ما بوسعها لمنع ذلك».

وتزامن ذلك مع تسريبات لصحيفة تركيا المقربة من حكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم، أكد أنه من المتوقع، بحلول نهاية الأسبوع الجاري اكتمال المفاوضات بشأن انضمام قوات تركية إلى قوة غزة الدولية على غرار ما قامت به أنقرة في لبنان.

 وأوضحت المصادر التركية أن أنقرة تريد أن تكون في غزة مع عناصر قادرة على المساهمة في جهود الأمن أو مع جنود مراقبين. 

ورجحت «تشكيل قوة متعددة الجنسيات وإرسالها إلى غزة، وأن توكل مسؤولية الأمن إلى دول مثل مصر وباكستان وأذربيجان، بينما سترسل تركيا بعض الضباط رفيعي المستوى كمراقبين».

وأوضح وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أن الاجتماع ناقش المهام المتوقعة للقوة الدولية المزمع تشكيلها لحفظ الاستقرار، مشيراً إلى أنه تم الاتفاق على أن يكون هذا المسار ب «التنسيق مع الوسطاء والجانب الفلسطيني».

وشدد على ضرورة إعداد اتفاق إطاري عام بشأن القوة الدولية، موضحاً أن الدول ستتخذ القرار بشأن المشاركة في القوة بناء على تعريفها ومعاييرها.

وقال إن الدول المشاركة في اللقاء «تتشاطر نفس الرؤية بشأن عدم الرغبة في عودة حرب الإبادة ودعم استمرار وقف النار والتطلع إلى خطوات تؤدي إلى سلام دائم قائم على حل الدولتين».

وأشار إلى أن الاجتماع ناقش أيضاً قضايا إدارة القطاع والترتيبات الأمنية المرتبطة بها وإعادة الإعمار، مضيفا أن «حماس» مستعدة لتسليم إدارة غزة إلى لجنة فلسطينية.

«حماس» تسلم جثة أرفع ضابط إسرائيلي... وتسريب «تعذيب الأسرى» يهز تل أبيب

وقبيل اجتماع إسطنبول الذي شاركت به 7 دول هي بالإضافة إلى تركيا السعودية والإمارات وقطر والأردن وإندونيسيا وباكستان، وغابت عنه مصر، أكد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن، أنه يتم العمل مع الولايات المتحدة في إطار اتفاق السلام من أجل تحديد صلاحيات محددة، وتفويض واضح المعالم للقوات الدولية، مضيفاً أنه بشكل أساسي «على هذه القوات الدولية ضمان أمن الجميع الفلسطينيين والإسرائيليين، بحيث لا يشكل أي منهما تهديداً للآخر».

إلى ذلك، أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن اعتقاده بمتانة اتفاق وقف النار الساري بغزة منذ 10 أكتوبر الماضي، إضافة إلى قدرته على العمل من أجل إيجاد حلّ لمعالجة اشتراط المملكة العربية السعودية تنفيذ حل الدولتين، أو الحصول على مسار موثوق لإقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، للانضمام إلى الاتفاقيات الإبراهيمية التي سمحت بتطبيع العلاقات بين الدولة العبرية وعدد من الدول العربية والإسلامية خلال ولايته الأولى.

وقال ترامب في تصريحات متلفزة بثت ليل الأحد الاثنين، إن اتفاق غزة ليس هشاً، بل متين جداً، وإنه «يمكن القضاء على حماس فوراً إذا لم تتصرف بشكل جيد». وأضاف: «سأجبر حماس على نزع سلاحها بسرعة كبيرة إذا أردت ذلك، وسيتم القضاء عليها».

ميدانياً، أعلن الجيش الإسرائيلي، التعرف على جثث ثلاثة عسكريين تسلمها من «حماس»، عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بينهم القائد السابق لكتيبة غزة بجيش الاحتلال العقيد أساف حمامي (40 عاماً) الذي كانت تعد جثته الأهم من بين جميع الجثامين التي احتفظت بها الحركة.

من جانب آخر، أعلنت السلطات الإسرائيلية توقيف المدعية العسكرية المستقيلة، تومر يروشالمي، بشبهة عرقلة التحقيق في تسريب فيديو انتهاكات وتعذيب بحق معتقلين فلسطينيين، في سجن سدي تيمان، الذي اعتبر نتنياهو أنه ألحق ضرراً خطيراً بصورة إسرائيل الدولية.

وكانت يروشالمي اختفت ساعات أمس الأول، مما أثار تكهنات بإقدامها على الانتحار.

back to top