ترامب يهدد نيجيريا ب «حرب دينية»

الجيش الأميركي يرمم قاعدة مهجورة منذ عقدين في الكاريبي

نشر في 03-11-2025
آخر تحديث 02-11-2025 | 19:42
طراد صواريخ موجهة أميركي وفرقاطة بميناء بونس في بورتوريكو الخميس الماضي (رويترز)
طراد صواريخ موجهة أميركي وفرقاطة بميناء بونس في بورتوريكو الخميس الماضي (رويترز)

هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الأول، بإرسال قوات إلى نيجيريا «مدججة بالسلاح» إذا لم توقف أكبر دولة في إفريقيا من حيث عدد السكان ما وصفه ب «قتل المسيحيين» على أيدي إسلاميين.

وبعد تحذيره يوم الجمعة الماضي من أن «المسيحية تواجه تهديداً وجودياً في نيجيريا»، التي تشهد نزاعات قتل فيها مسيحيون ومسلمون من دون تمييز، طلب ترامب من «البنتاغون» وضع خطة لهجوم محتمل، وقال: «إذا استمرت الحكومة النيجيرية في السماح بقتل المسيحيين، فسنوقف فوراً كل المساعدات لها، وقد نذهب إليها مدججين بالسلاح للقضاء على الإرهابيين الإسلاميين الذين يرتكبون هذه الفظائع المروعة».

وأضاف: «أصدر تعليماتي لوزارة الحرب بالاستعداد لعمل عسكري محتمل. إذا قمنا بشن هجوم فسيكون الهجوم سريعاً وشرساً وحاسماً، تماماً كما يهاجم الإرهابيون المجرمون مسيحيينا الأعزاء»، محذراً الحكومة النيجيرية من أنه «من الأفضل لها أن تتحرك بسرعة!».

وقال وزير الدفاع بيت هيغسيث: «نعم سيدي، وزارة الحرب تستعد للتحرك. إما أن تحمي الحكومة النيجيرية المسيحيين، أو سنقتل الإرهابيين الإسلاميين الذين يرتكبون هذه الفظائع المروعة».

وكتب ترامب الجمعة، على منصته تروث سوشيال، «آلاف المسيحيين يُقتلون، ويتحمل إسلاميون متطرفون مسؤولية هذه المذبحة الجماعية»، دون أن يقدم أدلة تدعم ادعاءاته.

في المقابل، اعتبر الرئيس النيجيري بولا أحمد تينوبو، أمس الأول، أن وصف نيجيريا، التي تنقسم بالتساوي بين الشمال المسلم والجنوب المسيحي، بأنها «غير متسامحة دينياً لا يعكس واقعنا الوطني، والحرية الدينية والتسامح كانا مبدأ أساسياً في هويتنا الجماعية وسيظلان كذلك دائماً».

وتضم نيجيريا أكثر من 200 مجموعة عرقية تعتنق المسيحية والإسلام وديانات أخرى وتتمتع بتاريخ طويل من التعايش السلمي، إذ تنتشر المساجد والكنائس في مدنها.

لكنها شهدت أيضا أعمال عنف تتداخل فيها الخلافات الدينية أحياناً مع مصادر خلاف أخرى مثل الانقسامات العرقية أو الصراع على الأراضي وموارد المياه الشحيحة.

وعلى مدى 15 عاماً، روعت جماعة «بوكو حرام» المسلحة المتشددة أيضاً شمال شرق نيجيريا في تمرد أدى إلى مقتل عشرات الآلاف معظمهم من المسلمين.

وعلى جبهة أكثر سخونة، عكف الجيش الأميركي على تحديث قاعدة بحرية قديمة مهجورة تعود إلى حقبة الحرب الباردة في منطقة الكاريبي، في خطوة توحي بالتحضير لعمليات طويلة الأمد يمكن أن تدعم تحركات محتملة داخل فنزويلا، رغم تراجع الرئيس الأميركي عن مواقف سابقة له، مشدداً على أنه لا يفكر في تنفيذ ضربات ضد فنزويلا.

وأظهر تحقيق بصري أجرته وكالة «رويترز» أن أعمال البناء في القاعدة البحرية السابقة روزفلت رودز في بورتوريكو، التي أغلقها سلاح البحرية الأميركي قبل أكثر من 20 عاماً كانت جارية في 17 سبتمبر، وبدأت الفرق بإزالة وإعادة تعبيد الممرات المؤدية إلى المدرج.

وكانت روزفلت رودز واحدة من أكبر القواعد البحرية الأميركية في العالم حتى انسحاب البحرية من المنشأة عام 2004، وقال مسؤول أميركي إن القاعدة تتمتع بموقع استراتيجي وتوفر مساحة واسعة لتجميع المعدات.

وتبني الولايات المتحدة منشآت جديدة في مطارات مدنية في بورتوريكو وسانت كرويه بجزر العذراء الأميركية، إضافة إلى قيامها بتحسين قدرات الإقلاع والهبوط في روزفلت رودز، وتقع المنطقتان الأميركيتان على بُعد نحو 500 ميل فقط من فنزويلا.

وتحدثت «رويترز» إلى ثلاثة مسؤولين عسكريين أميركيين وثلاثة خبراء بحريين، قالوا إن أعمال البناء الجديدة في بورتوريكو وجزر العذراء تشير إلى استعدادات قد تتيح للجيش الأميركي تنفيذ عمليات داخل فنزويلا.

وفي كيتو، أكد رئيس الإكوادور دانييل نوبوا، أمس الأول، التخلي عن فكرة إنشاء قاعدة عسكرية أميركية في جزيرة بالترا، إحدى جزر أرخبيل غالاباغوس، في إطار التعاون مع واشنطن لمكافحة تهريب المخدرات في المحيط الهادئ.

ونفذت الولايات المتحدة ما لا يقل عن 14 ضربة ضد سفن يُزعم أنها تهرّب المخدرات في البحر الكاريبي والمحيط الهادئ، منذ أوائل سبتمبر، ما أسفر عن مقتل 61 شخصاً، وزادت هذه الضربات من حدة التوتر مع فنزويلا وكولومبيا، وسلطت الضوء على منطقة نادراً ما خصص لها الجيش الأميركي موارد كبيرة في السنوات الأخيرة.

في أحدث هجوم، أعلن هيغسيث مقتل ثلاثة في ضربة أميركية استهدفت قارباً في البحر الكاريبي أمس الأول، موضحاً أن «هذا القارب، كغيره، معروف لدى الاستخبارات بتورطه في تهريب المخدرات وواشنطن ستواصل مطاردة وقتل تجار المخدرات».

 

back to top