أسوأ وقت لتكون لص مجوهرات
في عصر المراقبة الرقمية، لم يعد بإمكان المجرمين الإفلات بسهولة. الكاميرات في كل مكان، الطُّرق تخضع للرصد، و«الأخ الأكبر» يُراقبنا في القطارات والسيارات والحافلات، وحتى الشرفات. وسائل التواصل الاجتماعي تزيد الطين بلة، حيث يمكن للجماهير تحديد الوجوه والأسماء بسرعة، وتتبع آثار المدفوعات الرقمية. لو كان وايتي بولجر أو دي.بي. كوبر يحاولان الاختفاء اليوم، لما كان لهما أي فرصة.
لكن سرقة المجوهرات الأسبوع الماضي من متحف اللوفر بدت كاستثناء. ارتدى اللصوص سترات عالية الوضوح، واستعملوا رافعة صغيرة بجوار المبنى الشهير من دون لفت الانتباه. فكرة عبقرية: الاختباء في العلن. ومع ذلك، لم يمضِ أسبوع حتى ألقت الشرطة الفرنسية القبض على اثنين منهم، أحدهما حاول الصعود على متن طائرة في مطار شارل ديغول. ربما كانت عبقريتهم أقل مما ظننت.
الأخبار جيدة للعدالة، لكنها سيئة لكُتاب السيناريو والبودكاستات حول القصص الإجرامية، لأن الجمهور يعشق قصص الهروب الناجحة. التاريخ مليء بها: وايتي بولجر، دي.بي. كوبر، وسجناء ألكاتراز الذين هربوا عام 1962 وربما قضوا غرقاً في خليج سان فرانسيسكو، أو ربما بدأوا حياة جديدة.
اليوم، أي هارب يحتاج إلى استراتيجية رقمية متقدمة لتجنب الاكتشاف. قصص مثل «الهارب» أو هاريسون فورد في 1993، حيث يشجع الجمهور البطل على إثبات براءته، لم تعد ممكنة في عصر «تيك توك» و«فيسبوك».
المذهل أن المجرمين ما زالوا يظنون أنهم يمكنهم التغلب على النظام. يخططون لمهام معقدة، واثقين من نجاحها، لكن أين سيلجؤون؟ وكيف سيختفون؟
الحقيقة أن التكنولوجيا جعلت الهروب شبه مستحيل. كل خطأ رقمي، كل متابعة، كل تسجيل، يفضحهم. نحن في زمن النتائج الفورية: سرقة سريعة، عواقب فورية.
ماثيو هينيسي*
العالم الرقمي غيَّر قواعد اللعبة، ولم يتكيَّف معها أحد، لا المواطن العادي ولا المجرم. الهروب أصبح مستحيلاً تقريباً.