الإقصائيون وخطرهم

نشر في 02-11-2025
آخر تحديث 01-11-2025 | 19:21
 حسن العيسى

ماذا تريد بالضبط الجماعات الإقصائية، لا عمل يشغلها غير تكرار استفراغ أمراضهم العنصرية على أوراق الإعلام، بين كل فترة وأخرى يعيدون التحريض على أبناء المتجنسين بالدعوة إلى إلغاء القانون 44 لسنة 1994 الذي يقرر حقوق أبناء المتجنسين السياسية، يسطر هؤلاء الاستبعاديون عقدهم النفسية بالإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وكأن الانتخابات على الأبواب، ويخشون بالتالي أن يتم تهميشهم من أغلبية يتوهمون أنها ستبلعهم وتنهي خرافة وأوهام «احنا غير»، «يدعون بامتيازات ليس لها أي أساس تاريخي ووطني، وليس لديهم غير صدفة كسب الجنسية وفق المادة الأولى».

تلك المادة، كما أنشأت تاريخ الأساس في الجنسية الكويتية، حسبما ذكره المرحوم حمد العيسى، واقترحها السنهوري – الذي كتب معظم القوانين الكويتية في نهاية الخمسينيات – وضعت تاريخاً «تحكمياً» للجنسية، وكان ذلك تاريخ سنة بناء سور الكويت 1920، فكل من ولد في الكويت قبل هذا التاريخ «يعد كويتياً بالتأسيس»، ولم يزعم هذا النص أن يكون المواليد وأجيالهم من بعدهم على «راسهم ريشة»، بمعنى أنهم أفضل من غيرهم الذين يأتون بعدهم ويكتسبون الجنسية وفق بقية المواد، ولم تدع تلك المادة لنفي الذين تهاونوا من البسطاء من الذين لم يهتموا بتقييد أنفسهم في سجلات الجنسية بعد صدور القانون لأسباب عدة.

دعوات هؤلاء الاستبعاديين التحريضية خطيرة ومدمرة على مستقبل المجتمعات والدول التي تتبنى أطروحاتهم الفاشية، ففكرهم يقوم بداية ونهاية على قاعدة إقصاء الآخر، طرح يبذر روح التفرقة والكراهية بين أبناء الوطن الواحد، مثل تلك الدعوات علمنا التاريخ بالأمس أنها كانت سبباً لدمار العديد من الأمم وتفكك المجتمعات، ألمانيا النازية بالأمس هي مثال بسيط، واليوم نشهد الحروب الأهلية المرعبة، في وطننا العربي، لبنان بالأمس ومازال، فهذا البلد تحت التهديد بالانفجار الطائفي مع زيادة الابتزاز الإسرائيلي، لننظر إلى السودان وكيف يتم تدميره... أمم كثيرة مهددة بالزوال بسبب التفرقة العنصرية وجذورها الاقتصادية بروح الاستحواذ والأنانية... لنتعظ.

back to top