بورصة الكويت تربح 23.05 مليون دينار في 9 أشهر بنمو 59.81%
• الخرافي: البورصة تواصل دورها في قيادة التحول لسوق المال والمساهمة في بناء منظومة مالية متكاملة
• العصيمي: الزخم الإيجابي والأداء اللافت للسوق يعكسان أثر الإصلاحات والتطويرات التشغيلية والتنظيمية
أعلنت بورصة الكويت، في اجتماع مجلس إدارتها الذي عقد الخميس 30 أكتوبر 2025، تحقيق نتائج مالية قوية للفترة المنتهية في 30 سبتمبر 2025، مسجلة صافي أرباح بقيمة 23.05 مليون دينار للأشهر التسعة الأولى من العام الحالي، ما يمثل ارتفاعاً ملحوظاً بنسبة 59.81% مقارنة بالفترة المماثلة من عام 2024، والتي بلغ فيها صافي الأرباح 14.43 مليوناً.
الأداء التشغيلي ومؤشرات النمو الرئيسية
عكست هذه النتائج قوة الأداء التشغيلي للمجموعة، حيث شهدت الشركة نمواً جوهرياً في مؤشرات الأداء الرئيسية:
• الإيرادات التشغيلية: بلغت الإيرادات التشغيلية 37.06 مليون دينار، مسجلة ارتفاعاً بنسبة 41.45% مقارنة ب26.20 مليوناً في الفترة المماثلة من عام 2024.
• الربح التشغيلي: ارتفع الربح التشغيلي بنسبة 58.16%، ليصل إلى 28.36 مليون دينار، مقابل 17.93 مليوناً في الفترة المقارنة.
• ربحية السهم (EPS): شهدت ربحية السهم قفزة نوعية، إذ ارتفعت من 71.85 فلساً في الأشهر التسعة الأولى من عام 2024 إلى 114.82 فلساً في الفترة المنتهية في 30 سبتمبر 2025، بزيادة توازي نسبة الارتفاع في صافي الأرباح (59.81%).
المركز المالي ومتانة الميزانية
وعلى صعيد المركز المالي، أظهرت الميزانية العمومية استمراراً في تعزيز الأصول وحقوق الملكية:
• إجمالي الموجودات: بلغ إجمالي موجودات المجموعة 132.96 مليون دينار، كما في 30 سبتمبر 2025، بزيادة نسبتها 11.74% مقارنة ب118.99 مليوناً في عام 2024.
• حقوق الملكية: ارتفع إجمالي حقوق الملكية الخاصة بمساهمي الشركة الأم من 63.80 مليون دينار في 30 سبتمبر 2024 إلى 74.14 مليوناً كما في 30 سبتمبر 2025، أي بزيادة قدرها 16.21%، مما يؤكد متانة المركز المالي للشركة.
رئيس مجلس الإدارة: التوجه الاستراتيجي ومتانة الأداء
تعليقاً على النتائج المالية للربع الثالث من عام 2025، صرح رئيس مجلس إدارة بورصة الكويت بدر ناصر الخرافي: «تعكس نتائجنا المالية متانة أداء الشركة وفاعلية نموذجها التشغيلي، فقد استطعنا تسجيل نمو لافت في صافي الأرباح، مدفوعاً بالزيادة في الإيرادات والأرباح التشغيلية، ويأتي هذا الأداء القوي على الرغم من استمرار التوترات الجيوسياسية والاقتصادية التي تلقي بظلالها على أسواق المال حول العالم».
• وأكد الخرافي أن هذه المؤشرات ترسخ قدرة بورصة الكويت على تحقيق قيمة مضافة مستدامة للمساهمين، بما يتوافق مع استراتيجيتها الطموحة لترسيخ مكانتها محركاً رئيسياً لنمو وتطوير سوق المال الكويتي، كما تؤكد الزيادة في ربحية السهم التزام بورصة الكويت نحو المساهمين ودورها في تعزيز الثقة بالسوق المحلي.
قفزة في ربحية السهم من 71.85 إلى 114.82 فلساً خلال الأشهر التسعة الأولى
قيادة التحول ودعم الرؤية الوطنية
وشدد الخرافي على أن «بورصة الكويت» تواصل أداء دورها في قيادة التحول لسوق المال الكويتي والمساهمة في بناء منظومة مالية متكاملة، من خلال تطوير البنية التحتية للسوق ورفع كفاءته وشفافيته، بما يوفّر بيئة استثمارية جاذبة تتماشى مع أفضل المعايير والممارسات الدولية، مما يعزز مكانة البلاد مركزاً مالياً إقليمياً رائداً ويحقق النمو المستدام الداعم لمسيرة التنمية الوطنية.
وأضاف: «تؤكد هذه الجهود الدور الحيوي للقطاع الخاص شريكاً استراتيجياً في دعم الابتكار وتعميق السوق، بالتعاون الوثيق مع الجهات التنظيمية، بما يعزز التنافسية ويسهم في استقطاب تدفقات رؤوس الأموال العالمية».
التزام وتقدير
واختتم الخرافي تصريحه قائلاً: «بالنيابة عن مجلس الإدارة، نتوجه بخالص الشكر والتقدير إلى مساهمينا الكرام، وإلى الإدارة التنفيذية وجميع الموظفين على تفانيهم وجهودهم الاستثنائية، كما نعرب عن بالغ امتناننا لوزارة التجارة والصناعة وهيئة أسواق المال والشركة الكويتية للمقاصة، لدعمهم البناء الذي أسهم في رفع كفاءة السوق».
واستطرد: «إننا نعتبر ثقة جميع المشاركين مسؤولية مشتركة تدفعنا نحو مواصلة العمل على رفع مستوى كفاءة السوق وشفافيته، والمضي قدماً في تنويع المنتجات والأدوات الاستثمارية، ويأتي هذا الالتزام تجسيداً لدورنا المحوري في تحقيق رؤية دولة الكويت وخطة التنمية الوطنية».
نمو تاريخي في الأداء التشغيلي
واصل سوق المال الكويتي استمرار زخمه الإيجابي خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2025، مدعوماً بمؤشرات أداء رئيسية لافتة، حيث شهد إجمالي قيمة التداول ارتفاعاً بنسبة 89.73%، ليقفز من 10.20 مليارات دينار في الفترة المماثلة من عام 2024 إلى 19.35 ملياراً في الفترة المنتهية في 30 سبتمبر 2025. وعلى صعيد متصل، ارتفع حجم التداول بنسبة 92.17% ليصل إلى 84.23 مليار سهم مقارنة ب43.83 ملياراً.
كما سجل متوسط قيمة التداول اليومية ارتفاعاً بنسبة 91.82%، ليصل إلى 106.91 ملايين دينار خلال الفترة المذكورة، مقابل 55.74 مليوناً في الفترة المقارنة من العام الماضي. وفي ختام الفترة، بلغت القيمة السوقية الإجمالية 52.61 ملياراً، مسجلة زيادة بنسبة 24.67% مقارنة بإجمالي 42.20 ملياراً في الأشهر التسعة الأولى من عام 2024.
وعليه، واصلت سرعة التداول (معدل دوران التداول) لسوق المال الكويتي مسارها التصاعدي، متجاوزة نسبة 45% ومتفوقة على نظيراتها في أسواق دول مجلس التعاون الخليجي، وتشير سرعة التداول إلى زخم السوق، وهو مقياس يحتسب كنسبة إجمالي قيمة التداول إلى إجمالي القيمة السوقية، كما سجل مؤشر السوق العام أعلى معدل نمو مقارنة بالمؤشرات الإقليمية الأخرى، محققاً أداءً بنسبة 19.47% خلال فترة الأشهر التسعة المنتهية في 30 سبتمبر 2025.
وفي تفصيل أداء الأسواق، حافظ السوق «الأول» على مكانته كركيزة أساسية للنشاط في بورصة الكويت، حيث سجلت قيمة التداول فيه نمواً قوياً بنسبة 49.82%، مرتفعة من 7.32 مليارات دينار إلى 10.96 مليارات، وشهد السوق تداول ما يقارب 31.38 مليار سهم، بزيادة نسبتها 44.61% مقارنة ب21.70 مليار سهم، كما ارتفعت قيمته السوقية بنسبة 24.37% لتصل إلى 43.16 مليار دينار، ما يعزز موقعه كوجهة استثمارية مفضلة للمستثمرين المحليين والدوليين.
وفي تطور لافت، حقق السوق «الرئيسي» نمواً استثنائياً ليؤكد دوره الحيوي في توسيع قاعدة المستثمرين وزيادة السيولة، إذ شهدت قيمة التداول فيه قفزة هائلة بلغت 191.32%، مرتفعة من 2.88 مليار دينار إلى 8.38 مليارات خلال الفترة المنتهية في 30 سبتمبر 2025. تبع ذلك ارتفاع في حجم التداول بنسبة 136.38%، ليصل إلى 52.21 مليار سهم، كما ارتفعت القيمة السوقية للسوق الرئيسي بنسبة 26.04% لتصل إلى 9.45 مليارات دينار، ما يعكس جاذبيته المتنامية ودوره الفعال في استراتيجية تعميق السوق.
الرئيس التنفيذي: متانة الإطارين التنظيمي والتشغيلي
وتعقيباً على النتائج والأداء التشغيلي القوي، صرح الرئيس التنفيذي لبورصة الكويت محمد سعود العصيمي: «إن الزخم الإيجابي والأداء المالي والتشغيلي الملفت الذي سجله سوق المال الكويتي في الفترة المنتهية في 30 سبتمبر 2025 يمثل انعكاساً مباشراً للأثر الملموس للإصلاحات والتطويرات التشغيلية والتنظيمية التي تبنتها بورصة الكويت ومنظومة السوق».
وأوضح العصيمي أن النتائج تؤكد متانة الإطارين التنظيمي والتشغيلي للشركة، وتبرهن نجاح بورصة الكويت ومنظومة السوق في تطوير البنية التحتية، مما يرفع كفاءة التداول ويعزز تجربة المستثمرين.
برنامج تطوير السوق: نقطة تحول استراتيجية
وأسفر إطلاق منظومة سوق المال الكويتي للجزء الثاني من المرحلة الثالثة لبرنامج تطوير السوق (MD 3.2) في يوليو الماضي عن نقلة نوعية استراتيجية نتيجة تضافر جهود بورصة الكويت ومنظومة سوق المال بالتعاون مع بنك الكويت المركزي، بهدف إعادة هيكلة البنية التحتية للسوق، حيث ركزت أبرز المبادرات على تنفيذ منظومة الوسيط المركزي (CCP) لتقليل المخاطر وتطوير التقاص والتسوية وفقاً للمعايير الدولية، وترقية الوسطاء إلى «وسيط مؤهل»، وإنشاء حسابات فرعية لتعزيز الشفافية، كما تمت تهيئة البنية التقنية وتعزيز جاهزية السوق لإدراج وتداول صناديق المؤشرات (ETFs) وأدوات الدخل الثابت كالصكوك والسندات.
وتعليقاً على ذلك، قال العصيمي: «يمثل إطلاق الجزء الثاني من المرحلة الثالثة لبرنامج تطوير السوق محطة استراتيجية لتعزيز عمق سوق المال الكويتي ومتانته، حيث نجحت منظومة سوق المال في ترسيخ أطر عمل متقدمة مكنتها من تحقيق الجاهزية التامة لإطلاق مجموعة متكاملة من المنتجات والأدوات الجديدة، كما يمثل هذا الإنجاز خطوة أساسية نحو تطوير البنية التحتية للسوق وتهيئة بيئة استثمارية فاعلة، إلى جانب تجسيد نموذج وطني ناجح في تحقيق الأهداف التنموية للدولة».
المرونة وتعديل قواعد الإدراج في السوق الرئيسي
قامت بورصة الكويت بتعديل كتاب قواعدها وتخفيف شروط الإدراج في السوق «الرئيسي»، وخفض القيمة العادلة لأسهم الشركة غير المملوكة من مجموعة المساهمين المسيطرة من 15 مليون دينار كحد أدنى إلى 5 ملايين دينار، مع الإبقاء على شرط ألا تقل نسبة الأسهم الحرة عن 20% من رأس المال.
وتُسهم هذه التعديلات في تشجيع المزيد من الشركات، لا سيما العائلية منها، على الإدراج، لما توفره من مرونة تتيح الحفاظ على حصص السيطرة، الأمر الذي يعزز تنوع الشركات المدرجة ويحفز الإدراجات ويزيد السيولة في السوق.